أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي - الحلقة (٣)
شخصيات أعجبتني
أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي
الحلقة (٣)
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
(مختارات من الذكريات )
اخترت لك أيها القاريء الكريم نبذة من التعبيرات والآراء و الأقوال الطنطاوية مما أعجبني من كتابه :"ذكريات علي الطنطاوي" .
ومعظم ما يذكر -منها- فيما أدناه أحيل على رقم الصفحة والجزء من الذكريات، والأقل ينقصه العزو إلى محله من الكتاب ، وذلك لأنني كان فاتني تسجيل ذلك في دفتري.
* * * * *
تعبير ساخر: " كأن رجولته خطأ مطبعي في سجل الحياة، أو كأنه أنثى متخفية في ثياب رجل" (٥/ ٦٠ )
تعبير عن الإحسان:" طوَّق عنقي بمكارمه، وأثقل ظهري بأياديه عليّ، وكان يوليني من العطف أكثر مما يولي امرؤ أخاه" .
تعبير عن البخل: "لا تجود أكفهم بقرش إلا إن جاء بالمالِ الحديدُ الأصم، ولا تلين قلوبهم لعطاء إلا إن لان جَلمَد الصخر " .
تعبير عن الخلق الحسن: " كانت له أخلاق أعطر من زنبق( سفید چمیلی ) الحقل، و أطهر من ثلج الجبل، وله قلب أثمن من الذهب" ( ١/"١٥٦ ) .
تعبير عن القدرة على البيان: " إذا احتاج أن يتكلم في موضوع لم يكن عليه إلا أن يفتح فمه، ويحرك لسانه، فإذ ا المعاني في ذهنه، والألفاظ على شفتيه، والسحر من حوله، والأنظار متعلقة به، والأسماع ملقاة إليه، والقلوب مربوطة بحركات يديه"( ١/ ١٥٥) .
الفرق بين خيرات الصحاري وغيرها: " أحسب - والله أعلم - أن الله لما قسم الخيرات، جعل خير هذه الصحاري في بطنها نفطا -ذهبا أسود- كما جعل الخير فيما سواها على كتفيها وعلى رأسها وردا وزهرا، وماء جاريا وثمرا طيبا" ( ٥/ ١٩١ ) .
كتب الجاحظ: " أروي لكم كلمة قيلت من قديم في كتب الجاحظ، وأحسب أن قائلها ابن العميد، وهي : أن كتب الجاحظ تعلم العقل أولا، والأدب ثانيا (٧/ ٧٨ ) .
الجاحظ وجمع اللغتين:" الجاحظ يقول: (ما جمع أحد لغتين، إلا أدخلت إحداهما الضيم على أختها، وإن كنا لا نسلم للجاحظ ما قال، ونعرف من الناس من أتقن ألسنا كثيرة ولغات متعددة، وكان فيها كالسابق المجلي ) "(٥/ ٢٦٢) .
قول عمر في الجاهلية:" ( لا يزال المسلمون بخير ما ذكروا أمر جاهليتهم ) ، علق عليه الطنطاوي قائلا : ذلك أنه لا يعرف نعمة الغنى إلا من ذاق الفقر، ولا الضياء إلا من عاش في الظلام، ولا الصحة إلا من قاسى المرض، ولا يدرك مقدار ما تنعم به المملكة اليوم إلا من زارها كما زرتها قبل خمسين سنة "(٣/ ١٤١) .
الحنين إلى الماضي: إن الإنسان مفطور على الحنين إلى ماضيه، من ينسى الأمس .. وهو أبو اليوم، كما أن اليوم هو أبو الغد " ( ٢/ ١٣٠ ) .
القضاء على المواهب: "... ولكن الفقر والعزلة يغطيان على المواهب والكفايات" ( ٣/ ٢٢٤ ) .
الأثر "هو ما مر عليه قرون طويلة، أو كانت له دلالة تارخية خاصة"( ٢/ ٢٣١) .
الدمعزة: " كما قالوا : البسملة، والحمدلة، قالوا : الدمعزة.. أي أدام الله عزك، والطبقلة .. أي أطال الله بقاءك، وهي وأمثالها مولدة ليست من الفصيحة" ( ٢/ ٣٩ ) .
السنة والعام: "... فمما ذكروا من الفروق بين سنة وعام، أن الأولى للسنة القمرية، والعام للسنة الشمسية"(٢/ ٩٤) .
زيّ:" أصلها (سيّ) ومنها جاء قولهم :( لاسيما ) وهي عربية بمعنى :( مثل) ، يقال :( زي الناس) أي مثلهم "(٢/ ٩٤) .
الدعس:" كلمة فصيحة، أما (الدهس) فما لها في العربية أصل "(٢/ ٩٠) .
ناشز: " لا أقول :(ناشز ) ، كما هو شائع، لأنها ليست من الصفات الخاصة بالنساء كطالق وحائض، بل إن الرجل قد ينشز ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا ) النساء : ١٢٨. ) ٤/ ٢١٨) .
الديمقراطية لغويا:" إنها كلمة واحدة من كلمتين إغريقيتين : ديموس (demos) معناها : الشعب، وكراتوس :( karatos) بمعنى السلطة " (٢/ ٩٧ ) .
التكنولوجيا:" كلمة سرت على الألسنة، وهي مؤلفة من كلمتين يونانيتين، معناها التقريبي : علم الإتقان، وأنا أرى أن نقول :" ( تقانة ) على وزن تجارة وطبانة، وهو شبه قياسي"(٦/ ٣٢ ) .
المظلة: "إن كانت للشمس فهي مظلة، أوشمسية، وإن كانت لدفع المطر، فإن ما يدفع المطر، يسميه العرب :( الممطر ) . ( ٦/ ١٠٠ ) .
قانون الذكريات: "الذكريات تتبع قانون ( تداعي الأفكار ) ، فالشيء تراه أو تسمعه يذكرك بشبيهه أو بنقيضه أو بما يتصل به" ( ١/ ١١٤) .
أعظم الكتاب الخمسة:" ابن عربي، الجاحظ، أبو حيان التوحيدي، الغزالي، ابن خلدون" ( ١/ ١٣٨ ) .
السلاح:" لم يكن سلاحي الحسام والسنان، وإنما كان القلم واللسان، والنضال بالمقال مثل القتال بالنصال والنبال" ( ١/ ١١٥ ) .
مثال الشائعات:" وما يشيع (أي الشائعات ) كالدخان،تقذف به المدخنة، لا يستطيع أحد أن يرده، ولا التي أطلقته أن تسترده" ( ٤/ ٢٧٢) .
طول الليل و قصره:" قال بشار : لم يطل ليلي ولكن لم أنم ....
نعم . فالليل لا يطول ولا يقصر، ولكن مقاييس الزمان عندنا مختلفة" ( ٢/ ٢٣١ ) .
أبرز سمات العرب:" الغيرة على الأعراض، والإغراق في صيانة النساء، وليس في الدنيا عربي لا يغار على حرمه، ولا يصون عرضه وشرفه" ( ٦/ ١٧) .
مساواة الشيوعية:"كلما اتسعت المسافة بين فقر الفقراء وغنى الأغنياء، فتح الباب للشيوعية، لتدخل من هذا الفراغ، وإن كانت الشيوعية لا تذهب فقر الفقير، ولكن تذهب بغنى الغنيّ، فتحقق المساواة .. ولكن في الحاجة والفقر " ( ٦/ ٥٨ ) .
تاج محل:" ولئن عرف التاريخ رجالا ملك الحب قلوبهم، بل منهم من ذهب بعقولهم، وعرف عباقرة من الشعراء العشاق خلدوا عواطفهم بقصائد بقيت وستبقى على طول الزمان، فإن حب شاه جهان لزوجته ممتاز محل قد خلده بقصيدة من الرخام، كلماتها المرمر، طوع له الحجر اليابس، حتى لان في يده، فكان قصيدة ناطقة تنافس بجمالها خوالد القصائد في آداب الأمم " ( ذكريات ٥/ ٢١٤ ) .
متى ضعف العرب:" ... من أخلاق الصحراء الصبر والجلد والاحتمال والصراحة والبعد عن النفاق .. فثقوا بأنكم لا تزالون أقوياء ما دمتم متمسكين بها، تجمعون إلى فضائلها العلم والمعرفة بأسرار الفكر، فما ضعف العرب إلا حينما فقدوا أخلاق الصحراء "( ٥/ ١٥٨ ) .
الحكمة في حب الوطن:" كل إنسان يؤثر بلده على سائر البلدان، لقد عرفت من ذهب إلى أمريكا وعاش في أكبر مدنها، واستمتع بمنتجات حضارتها، ووسائل الترف فيها، فما أنسته نيويورك و ناطحات السحاب فيها قريته ولا بيته المبني من الخشب واللبن في أزقتها، وكان يحس أنه في أمريكا غريب، نزيل فندق، ما شعر بالاستقرار إلا لما وصل القرية وولج الدار، وهذا لعمري من حكيم ما قدر الله، وله الحكمة البالغة في كل ما قدر، ولولا ذلك لاجتمع الناس كلهم في مواضع المال والجمال، وخربت البلاد الفقيرة وأقفرت"( ٢/ ٢٣٤) .
الفرق بين شعر الغرب والعرب:" إن علينا أن نقول الحق .. ولو على أنفسنا، والحق أن معاني الشعر الغربي( الفرنسي أو الإنكليزي) أوسع مدى وأكثر عمقا، وأن ميزة شعرنا في النظم، في الموسيقى الشعرية .. تلك هي الميزة التي يحاول هؤلاء أن يحرمونا منها "( ٣/ ٣١٦) .
الفرسان الثلاثة:" الملك الظاهر بيبرس يعتبر رابع الفرسان الثلاثة ( عماد الدين ونور الدين، وصلاح الدين) وأحد القادة العظام في التاريخ العسكري كله"( ٣/ ١٥٢) .
الحكمة:" إن الحكمة هي أن تضع الشيء في موضعه، والرجل في مكانه، وإلا كنت كمن يلبس بنطاله في يديه، ويدخل كمي ردائه في رجليه، ويعلق حذاءه في عنقه، ويمشي حافيا"( ٢/ ٩٩ ).
النكاح:" لا يخلو من عُقر أو عَقر، أي لابد من مهر في النكاح، أو حد في السفاح "( ١/ ١١٩ ) .
رجل ولا كالرجال:" يقول كتاب اليوم :( رجل ولا كالرجال ) يريدون أنه رجل لا تبلغ مقامه الرجال، تعبير يستعمله الكتاب حتى الكبار منهم كالعقاد رحمه الله، وهو بعكس ما يقصدون، معناه أنه رجل، ولا يبلغ مبلغ الرجال، لأنه دونهم لا أنه فوقهم كما يحسبون"( ٣/ ٩١- ٩٢، الهامش) .
يا عيب الشوم:" كلمة تقال في الشام بمعنى : يا للعار .. (٢/ ٢٧١ ) .
الاستعمار:" من أسماء الأضداد، وإنما هو( الاستخراب) ، وهو كاسم التبشير الذي هو التنصير والتكفير "(٣/ ١٥٠، الهامش ) .
من هو العبقري؟:" بين العبقرية والجنون جدار رقيق، الناس في مجتمعاتهم كقافلة تمشي، فقد ينفصل عنها رجل ضعيف، لأنه لم يستطع أن يمشي معها، أو رجل قوي لا يريد أن يسير بسيرها، ولا يحب أن يمشي على طريقها، بل يريد أن يشق لنفسه طريقا جديدا، أويجتازه مسرعا، فيسبق من كان معه، وهذا هو العبقري"( ٢/ ٢٨٢).
القومية:" أول من جرت كلمة : (القومي) و :" ( القومية ) على قلمه - فيما أعلم- محب الدين الخطيب، وهو أول (أو من أوائل) من دعا إلى إحياء لغة العرب وتاريخها وأمجادها، ردا لفتنة (التتريك) التي جاء بها الاتحاديون، كما أنه من أول ( أو من أوائل ) من دعا إلى تنظيم العمل الإسلامي في مصر، وأنشأ أول جريدة أسبوعية إسلامية، هي : ( الفتح ) "، ( ٣/ ١٠٧) .
معنى : "هذا عالم":" ... ولقد كنت أحفظ قديما أنك إذا قلت للفرنسي : هذا عالم، قال ما هي شهاداته ؟ والإنجليزي يقول : ما هي معلوماته ؟ والأمريكي يقول : ما هي أعماله ؟" ( ٥/ ١٣٩) .
العلم بين الأمس واليوم:" إن عدد المدارس اليوم أكثر، ولكن العلم فيها أقل، كنا مثل البئر فوهتها ضيقة، ولكنها عميقة، فصرنا مثل الغدير، واسع .. ولكنه ضحل" ( ٢/ ٢٤٩) .
هذا غيض من فيض مما كنت سجلته -مما اخترت من :" ذكريات علي الطنطاوي " - في دفتري، واكتفي بهذا القدر ... خوف الإطالة !
* * * * *
المصدر: علي الطنطاوي : ذكريات علي الطنطاوي.
دار المنارة، الطبعة الثانية، ١٤٠٨ھ = ١٩٨٩م، جدة، السعودية
(الحلقة القادمة : "من أقواله في الأدب والأديب " إن شاء الله تعالى ) .
(الأحد : ١٢ من شعبان ١٤٤٤ھ - ۱۲ من آذار-مارس- ٢٠١٣م
تعليقات
إرسال تعليق