سلام على صاحب التضحية الكبرى

 من وحي الأيام

سلام على صاحب التضحية الكبرى


محمد نعمان الدين الندوي 
لكناؤ ، الهند


الله أكبر . . الله أكبر . . لا إله إلا الله و الله أكبر . . الله أكبر . . و لله الحمد . .
الحقيقة أنني لا أكاد أجد وصفًا أصدق و لا أدق لتلك " *التضحية "* - التي أريد أن أختص بذكرها في السطور الآتية - إلا أن أصفها : بـ " *الكبرى* " . . لِمَا تميزت و تفردت به من الندرة و الروعة و الغرابة و المكانة الفذة الفريدة في تاريخ التضحية و الفداء عبر المسيرة الإنسانية بأسرها . . !
فإنها تضحية لم و لن ترى عين الزمان نظيرها . . 
تضحية تقف أمامها جميع أنواع التضحيات إكبارًا لشأنها و تقديرًا لأهميتها . .
تضحية لو وضعت في كفة ، و التضحيات الأخرى في كفة ، كادت أن ترجح كفةُ تلك التضحيةِ الكبرى . . (و حاشا أن أنتقص من أهمية التضحيات الأخرى أو أحط من قدرها ) .
تضحية لم و لن تقدم الإنسانية أعظم منها و لا أغلى . . 
فيا لروعة تلك التضحية و عظمتها و جلالتها . . 
فما خلٌد تلك التضحيةَ إلا روعتها ، و كونها أندر التضحيات و أغلاها ، و أحراها بالذكر و التقدير و الخلود .
فما هي تلك التضحية و ما قصتها يا ترى ؟ 
 إنها تضحية الوالد بفلذة كبده . . 
تضحية خليل الله إبراهيم بابنه إسماعيل عليهما و على نبينا الصلاة والسلام. 
التضحية الإسلامية التسليمية الكبرى . .
التضحية التي تمثل واسطة العقد و بيت القصيد في مجال التضحيات و القرابين من لدن أبي البشر إلى يومنا هذا . . بل إلى قيام الساعة . 
قصة هذه التضحية تبدو عجيبة . . بل خيالية لغرابتها . . بل ربما أغرب من الخيال . . و أعجب من العجب . .
و لكنها قصة صادقة و حقيقة واقعة ورد ذكرها في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
تصوروا المشهد الإيماني الرائع المروٌع العجيب الأعجب . . ، مشهد " التضحية الكبرى " الذي من بدايته إلى نهايته ليس إلا تعبيرًا . . أو قل : عبارة عن الامتثال المحض و الطاعة المثلى . . و الرضا و التسليم لله رب العالمين . . 
و القصة - في الحقيقة - نموذج أعلى لامتحان : « الإيمان » .. ذلك الامتحان الرهيب الذي لا يمكن أن ينجح فيه إلا الأنبياء . . - عليهم الصلاة والسلام - أخَصٌُ عباد الله و أحبهم إليه و ممثلوه إلى خلقه .
تخيلوا أبًا يتضرع - في هرمه - إلى الله تعالى أن يهبه ولدًا ، فيستجيب الله سبحانه له دعاءه ، فيرزقه بولد صالح حليم ، { رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم } .
ثم تصوروا استبشار الوالد و فرحه بولده الذي كان ثمرة لدعائه ، و استجابة - من الله جل و علا - لطلبه . . 
و ينشأ الابن و يترعرع ، و يقضي مراحل رضاعته وطفولته و صباه ، و يتقدم رويدًا رويدًا إلى الفتوة و الشباب ، و كان عمدة والده في شيخوخته و عصا كبره ، و قرة عينه ، و روح حياته و حياة روحه . . و كان أحب حبيب إليه و أعز عزيز عليه ، و لما بدأ الابن يلعب و يجري و يسعى ، و يؤنس أهل البيت بحركاته الخفيفة البريئة، و قارب أن يساعد والده الشيخ في أداء مهامه و القيام بواجباته... 
إذا بالوالد يُصدم بصدمة عظمى . . و يفاجأ بمفاجأة كبرى . . و يُكلٌَف بأمر شاق عظيم لم يخطر له على بال . . 
مفاجأة لم يصَب بمثلها أحد قبله . .
أمرُ مجرد طيفه يجعل الإنسان ينهار و تخور قواه لهوله و شدة آثاره على حياته . و يموت قبل أن يموت . . و يحطمه من داخله تحطيمًا كليًّا . . 
و لكن الوالد كان رسولًا من أولي العزم ، و الأنبياء والرسل تكون حياتهم أسمى و أقوى من أن تتأثر بمثل هذه المفاجآت و الشدائد ، لأنهم من صنع الله ، لا من صنع البيئة ، و يتربون على عين من ربهم ، و يُعدٌَون لتحمل المتاعب و المصاعب إعدادًا خاصًّا ، فهم - دائمًا - استعداد كامل - فطرة و طبعًا و توفيقًا خاصًّا من الله تعالى - لاستقبال المصائب و المكاره ، و للامتثال لأوامر ربهم جل و علا . . و استسلامٌ تام لله سبحانه كل حين و آن . . 
فما تلك المفاجأة الكبرى ..؟
 المفاجأة أن الوالد ( إبراهيم ) يرى في المنام أنه يذبح أحب الخلق إليه : فلذة كبده ( إسماعيل ) .
و رؤيا الأنبياء حق ، فإن الأمر و إن كان إشارة ، و لكنه كان - بالنسبة للنبي - كالأمر الصريح ، و القضاء الصارم الجازم و الوحي المباشر حكمًا .. 
إذن . . لا مجال للتفكير أو التأخير مطلقًا .. و لا معدى عن تنفيذ الأمر و العمل بمقتضاه . . و لا مناص من طاعة الحكيم الذي تعجز العقول عن معرفة حكمة أفعاله .
فسمعًا و طاعة . . و حبًّا و كرامة . . و على الرأس و العين . . يا رب !
تصوروا خطورة الأمر و حساسية الموقف و حرج الوضع . . 
الوالد يؤمر - من ربه - بذبح ابنه . . الذي كان رُزق به في كبره ، و بعد أن طلبه من الله بدعاء تضرع به إليه .. { رب هب لي من الصالحين } .
 وهكذا الأنبياء و الأولياء و المقربون يكون امتحانهم - أيضًا - أشد و أصعب .. ( إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ) .
فما انزعج الوالد و لا اعترض و لا اضطرب و لا تردد و لا تلكأ . . أو تأفف أو شكا إلى الله من شدة الأمر . . ، أو طلب منه نسخ الأمر .. أو حتى تأجيله .. .فهو - سبحانه - مالك كل شيء ، و ابنه هذا أمانة منه - جل و علا - إليه ، فله الحق كل الحق أن يسترجع أمانته متى شاء و بأي طريق شاء . . فلا يُسأل عما يحكم و يأمر و يقضي .. و لا راد لقضائه .. و لا معقب لحكمه .. 
فلم يفقد ( الوالد / الرسول ) السيطرة على أعصابه ، بل تجلد للطلب ، و تصبر على البلاء ، و كأنه ما أتاه أمر مفزع ، مصدٌع للقوى ، مطيٌر للنوم ، محطم لآماله ، مدمر لحياته ، بل تلقى الأمر تلقيًا عاديًّا . . تلقيَّه للأوامر الإلهية الأخرى . . في هدوء و خضوع ، و تسليم و امتثال . . فالرب أعلى و أجل من أن يُسأل عما يفعل . . ، و حكمه أولًا و أخيرًا .. ، و حبه فوق حب أحب الأحباء و أعز الأعزاء .. ، و طاعته فوق كل شيء . . و له الحق - كل الحق - أن يأمر بما يشاء و من يشاء . . 
فلا تأخير . . بل حتى لا تفكير في التأخير في التنفيذ ، و العمل بأمر الرب . . 
و بما أن الأمر كان يتعلق بالابن أيضًا ، فعرض عليه ما رأى : { يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ما ذا ترى } .
و الابن - كما يقال - : " سر أبيه " . . ثم الابن هذا من كان . . ؟ إنه لم يكن ابنًا من الأبناء . . بل كان غلامًا وصفه ربه بالحلم ( فبشرناه بغلام حليم ) .
ثم كان ابن من ؟ ابن إبراهيم الرسول الذي وصفه ربه - أيضًا - بالحلم : {إن إبراهيم لأواه حليم } ، و الذي سماه ه الله : " أمة " ، و اجتباه و هداه ، و أوحى إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم باتباع ملته . . { إن إبرهيم کان أمة قانتًا لله حنيفًا و لم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه اجتباه و هداه إلى صراط مستقيم و آتيناه في الدنيا حسنة و إنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا و ما كان من المشركين } ( النحل : ١٢٠ - ١٢٣ ) ، و الذي كان مؤسس الحضارة الإسلامية الإبراهيمة المتميزة عن سائر الديانات .. 
فالابن - أيضًا - لم يكن ابنًا عاديًٌا .. و إنما كان فيضًا صافيًا من بحر أبيه ، و نفحة عاطرة من زهره ، و امتدادًا لأنواره و بركاته .
فلم يكد يسمع الابن البارالصالح السعيد بالأمر الإلهي الكريم حتى بادر بالإعلان عن رضاه الكامل بأمر الرب ، و أعرب عن استسلامه التام له ، فأجاب - في أسلوب ينم عن الحب و الأدب و الاحترام - مستسلمًا للأمر الإلهي ، راجيًا أباه أن يقوم بما أُمٍر به ، و مطَمْئِنًا إياه بأنه لن يجزع و لن يفزع ، بل يجد ابنه صابرًا محتملًا لما يعانيه من الأذى و الألم لدى تنفيذ أمر الرب : { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } .
فالآن بعد ما تلقى الابنُ - أيضًا - الأمرَ بكامل الرضا و تام الاستسلام . . لا مجال للتأخير في التلبية و الاستجابة للأمر . . 
و حانت ساعة الصفر . . ساعة التوديع المروع المهول لفلذة الكبد .. و قربت ساعة الفراق الدائم للابن الذي كان طلبه من الله ، و لكن الله الذي كان أعطاه إياه .. هو الذي أمره برده إليه تعالى . . فالأمر أمره . . و القضاء قضاؤه . . 
و بدأ الاستعداد لتنفيذ الأمر . . و القيام بعملية : " *التضحية الكبرى* " ، التي لم و لن تشهد البشرية مثيلًا لها ، منذ أن وُجد الإنسان على وجه الأرض إلى أن يرث الله الأرض و من عليها. 
و هنا توقفت أنفاس الإنسانية .. و كادت السماء تبكي ، و الأرض تدمع .. و كادت الشمس تنكسف . . و كادت الأحجار و الأشجار و الصخور تنطق و تقول للوالد : ما ذا تفعل يا رجل ؟ ألا ترثي لولدك ؟ ألا يرق قلبك لفلذة كبدك ؟
و - في إيجاز - كادت الطبيعة - بأرضها و سمائها، و شموسها و أقمارها ، و رياضها و أزهارها ، و سهولها و جبالها ، و صادحها و باغمها ، و ناطقها و صامتها - كادت تهتز و تزلزل لهول الموقف و خطورة المشهد . . 
الوالد يضجع ابنه ليذبحه .. و الابن يستسلم ، و لا فزع و لا حراك و لا استغاثة . . و كاد الأمر أن يصل إلى نهايته... ( فلما أسلما و تله للجبين ) .
فلا شك أن الامتثال للأمر قد تم في أكمل صورة و أروعها.. و التكليف قد نُفٌذ تمامًا . . و المقصد قد تحقق كاملًا . . و الامتحان قد وقع . . و النجاح فيه قد حصل نجاحًا منقطع النظير . . 
و هذا هو الإسلام.. فالإسلام ليس إلا الرضا و الاستسلام للأمر الإلهي مهما كان شاقًّا و صعبًا و غير مألوف و مفهوم ... و غير محتمَل . . ، حتى و إن كان الأمر أمرًا بالتضحية بالنفس و الحياة و الولد . . 
و نجح كلاهما - الوالد و الابن - في الامتحان الأكبر و الاختبار الأصعب . . و جاء النداء الرباني من السماء مبشرًا بالنجاح في الامتحان { و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين و فديناه بذبح عظيم } .
لقد حوّلت الرؤيا - يا إبراهيم - حقيقة حية كالنهار ، و واقعًا مشاهَدًا ملموسًا ! 
لقد ضحيت يا خليل الله إبراهيم بالأعز عليك ، و الأحب إليك ، طاعة لربك.. راضيًا مسرورًا مستسلمًا لأمر خالقك . . 
أما اللحم و الدم . . فنحن نفدي النفس المسلمة بذبح عظيم . ( بكبش وجده إبراهيم عندما أطاع لما أُمِر به ، ليذبحه بدلًا من ابنه ) .
نعم . كان نجاحهما في الامتحان الإلهي - الذي لم يمتحن بمثله أحد قبلهما و لا بعدهما ، و الذي وصفه الرب نفسه بوصف ليس فوقه وصف : ( البلاء المبين ) .. - بتفوق و امتياز . . بأعلى الدرجات . . حسب اصطلاح العصرالحديث . 
فلم يكن المطلوب ذبحَ الابن . . بل امتحان الإيمان و الطاعة . . و امتحان الحب : أ هو للرب أشد أم للابن أعظم .. ؟ 
و لما نجح الوالد إبراهيم في الامتحان ، كافأه ربه مكافأة عظيمة ، إذ لا بد للناجح من أن يكرٌم بالجائزة .. 
فماذا كانت الجائزة ؟
كانت الجائزة أن شرفه ربه بوسام :" الإحسان " ، فعده من المحسنين : { إنا كذلك نجزي المحسنين } ، و خلد ذكره إلى يوم الدين : { و تركنا عليه في الآخرين } ، فلا يزال ذكره - رغم مر العصور و كر الدهور و تعاقب الأجيال تلو الأجيال - عطر الأفواه عبر المنابر و المجالس و المجامع خاصة في شهر ذي الحجة الحرام ، و حياه الرب من فوق سبع سماوات ، و سلٌم عليه سلامًا ربانيًّا مشرٌٍفا - لا يحظى به إلا ذو حظ عظيم - : ( سلام على إبراهيم ) ، و بشره بابن صالح آخر : ( و بشرناه بإسحاق نبيًّا من الصالحين ) ، و بارك عليه و على ابنه : ( و باركنا عليه و على اسحاق ) .
فعِظَم الجزاء على قدر البلاء . . 
و جلالة المكافأة بمقدار التضحية . .
و هنا أُحب أن ألفت الأنظار إلى شيء يستحق الاهتمام به ، و هو أن الامتحان لم يكن للوالد وحده . . 
 و إنما كان للابن أيضًا . . 
فكما أن الوالد كان قد استسلم استسلامًا كاملًا للأمر الإلهي المتمثل في التضحية بولده ، كذلك الابن البار - أيضا - كان رضي كل الرضا بالاستسلام لأمر الرب المتمثل في التضحية بنفسه { يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فلما أسلما و تله للجبين } .  
و ما أدقه و أبلغه من تصوير لعاطفة الوالد و الولد كليهما . . العاطفة الإبراهيمة الإسماعيلية .. الامتثالية التسليمية ، التي تحكيها الآية الكريمة. 

و من هنا . . أكاد أسمي هذه التضحية الإسلامية التسليمية الكبرى :" *التضحية المزدوجة* " - إذا صح التعبير - أو : " التضحية الإبراهيمة الإسماعيلية " أو : " التضحية الأبوية الابنية " ، أو : " التضحية المشتركة " .
صلوات ربي و سلامه عليهما و على نبينا و على جميع الأنبياء و المرسلين . 
هذا . و من مظاهر : { و تركنا عليه في الآخرين } - الذي كان في الحقيقة جائزة لنجاحه في الامتحان - ما نحن نحتفل به - كل عام - من الاحتفاء بذكرى " تضحية إبراهيم " - عليه و على نبينا السلام - و الاقتداء بسنته ، من تقديم هذه الأضاحي التي نتقرب بها إلى الله سبحانه ، حيث قال الرسول صلى الله عليه و سلم حينما سئل عنها : " سنة أبيكم إبراهيم ". 
و لكننا نسينا - مع الأسف - تلك العاطفة - عاطفة الامتثال و التسليم - ، أو عاطفة التضحية المثالية الفذة الكبرى التي خلد الله ذكراها بتشريع هذه السنة : " سنة الأضاحي " الإبراهيمية.. و اكتفينا بالأضاحي التقليدية التي تكاد تفقد من التضحية الأصلية روحها و جوهرها . . و لا نكاد نفهم منها إلا التمتع بما لذ و طاب من الأكلات المُعَدٌة من لحومها مما يطبخ منها في القدور ، أو يشوى - من الكباب - بالسفود (١) ، أو يقلى في المقلاة ... وما إلى ذلك . . 
و قد صدق من قال إن التضحية الأصلية كانت : ذلك الحوار الذي جرى بين الأب و ابنه ، أما التضحية بالكبش فكانت فدية لها أو بديلًا عنها، و لكننا نسينا الحوار ، و حفظنا الكبش . . 
إننا - مع الأسف - حولنا عيد الأضحى المبارك إلى عيد للمطاعم الشهية ، و الأكلات اللذيذة ، و الوحبات الدسمة . . .
فبدلًا من أن نحاول أن ننطبع بالطابع الإبراهيمي ، و نستشعر روحه الامتثالية الاستسلامية .. و نجددها و نتشربها . . بدلًا من ذلك كله . . جعلنا هذا العيد الإبراهيمي عيد الأكل و الشرب . . و مناسبة إرضاء شهوات المَعِدة بأنواع لذيذة من المطاعم و المآكل . . 
فلنعد إلى الروح الأصيلة لهذه الذكرى العطرة . . ذكرى تضحية خليل الرحمان إبراهيم عليه و على نبينا الصلاة والسلام . . ، و هي - الروح - ليست إلا امتثالًا و تسليمًا و طاعة لأمر الرب ، و تضحية بالأنفَس و الأغلى و الأحب في سبيل مرضاته تعالى . . 
فلتكن عاطفتنا - و نحن نضحي بالكبش أو الضأن أو الغنم أو غير ذلك - إبراهيمية العاطفة والنزعة . . إبراهيمية النظر و الرؤية . . إبراهيمية الشعور و الشٍعار . . إبراهيمية الصفاء و الصدق و الوفاء . . إبراهيمية الامتثال و الإسلام و الإيمان . . 
فهذا هو الدرس الأكبر من هذه التضحية الكبرى . . تضحية خليل الرحمان . . 
و الله الموفق و هو المستعان .
سلام على إبراهيم يوم ولد ، و يوم ألقي في النار و خرج منها سالمًا ، و يوم هاجر ، و يوم صدٌق الرؤيا ، يوم رفع القواعد من البيت مع ابنه اسماعيل . و يوم أذن في الناس بالحج ، ليشهدوا منافع لهم ، و يوم ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن .
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . 
اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
____________________________
(١)السٌَفٌُود : في اللغة الحديدة يشوى بها اللحم ، و يسميها العامة : ( السيخَ ) .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العلامة السيد سليمان الندوي

كان الوستانوي أمة وحده