كل بطاح من الناس له يوم بطوح
من وحي الأيام :
كل بطاح من الناس له يوم بطوح
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
*هذا اليوم ( الأحد : ٥ من جمادى الثانية ١٤٤٦ھ = ٨ من ديسمبر ٢٠٢٤م ) يوم من أيام الإسلام الغراء في العصر الحديث*...
*نعم . هذا اليوم يوم عظيم لا لشعب سوريا فحسب .. بل لجميع مسلمي العالم، بل لجميع الأحرار* *والمستضعفين في الدنيا بأسرها* ..
*صبح هذا اليوم طلع يبشر بفتح من الله .. بانتصار الحق على الباطل* ..
*الحمدلله انتهت حقبة ابن العلقمي المجوسي في سوريا*...
*وانتهى معها حلم الفرس وأذنابهم* ..
*الحمدلله فتحت دمشق .. وتحررت سوريا* . .
*وولى الطاغية ابن الطاغية إلى الأبد إن شاء الله* ..
*حقيقة هي معجزة حدثت* ..
*يوم عظيم مشهود انتظره الشعب السوري منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن* .
*عادت دمشق لأهل العدل باسمة* ..
*ألف مبارك لنا جميعًا* ..
* * *
*هذا . لعله يكون من المناسب أن أعيد اليوم نشر مقال لي كنت كتبته قبل أكثر من عقد من الزمن، ويضمه كتابي : ( صيد القلم ) ، والمقال - طبعًا - يتحدث عن ظلم العصر البائد، وقد قلت فيه* :
*" أيها الشعب السوري العزيز ! اصبر قائلًا ، بعد أن صبرت الصبر على ما لا يصبر عليه الدهر، وإن تضحياتك لن تذهب سدى، وصار الظفر قاب* *قوسين أو أدنى .. ولست وحدك في المعركة، فنحن معك بقلوبنا وألسنتنا، وما نملك - لعمري - إلا الألسنة* *والقلوب، وتعاطف ملايين الملايين من أحرار العالم ودعواتهم معك.*
*وتأكد من أن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة ".*
*وها نحن اليوم نرى الظفر بأعيننا، ونعيش أفراح النصر والفتح .. فقد ولى الليل المظلم الطويل، وطلع صبح الحرية والكرامة للأبد إن شاء الله ..*
*وإليكم المقال كاملًا :*
تعيش الشام - التي تسمى: دار السلام، ومعرض الجمال، وتوصف بأنها ” درة تاج الكون" و"بيت القصيد" في (معلقة) الوجود، وكما تسمى عاصمتها: "دمشق" أخت العرب، وظئر الإسلام، ومدينة معاوية، وعبد الملك، وصلاح الدين، تعيش الشام هذه بصفة عامة، ودمشق بصفة خاصة في ظلال الرعب والحديد والنار، وتعاني من تهاويل الظلم والخراب والدمار معاناة لم يشهد التاريخ لها مثيلا !
تعيش ـ والله ـ أهوالا .. لو كانت خيالا لكانت أغرب من الخيال .
وتعيش فواجع يشيب لهولها الولدان، ولا يقدر على وصفها قلم ولا لسان!
وما مدينة أو كَفْر أو قرية إلا طالتها يد "الجزار/ البشار" الجانية المولعة بسفك الدماء، المتعطشة لحصد الأرواح، عبر براميل البارود التي تصبها مروحيات النظام الدموي على المدنيين الأبرياء، أو عبر صواريخ "سكود"، أو "القذائف الكيميائية" (التي تستخدم - بقساوة بالغة - ضد التجمعات السكانية الكثيفة) وغير ذلك من مختلف وسائل القمع والقتل المبتكرة أو التقليدية المعروفة .
فلو كان للإجرام والبربرية واللؤم صورة لكان البشار تلك الصورة !
إنها مجازر دموية متواصلة، وإبادة جماعية أشد بشاعة مما قد ترتكبه أيدي احتلال، ولكن تنفذها - المجازر - عصابات بشار بوحشية نادرة ناطقة بأن فاعليها مسخوا دون مرتبة البشرية، فلا يمكن أن يرتكب مثل هذه المذابح بشر طبيعي سوي فيه أدنى ضمير أو مسكة من إنسانية أو خلق، فقد انحطوا - شبيحة بشار - إلى الدرجة البهيمية بل وأسفل منها.
تنفذ هذه المجازر الوحشية بلطجية بشار، المدعومة بإيران الفارسية، وروسيا الإلحادية وغيرهما .
من سوء الحظ أن سوريا الشقيقة تعيش منذ عصر الهالك حافظ الأسد سلسلة من النكبات والمآسي، وما مذبحة حماة ١٩٨٧م - التي راح ضحيتها نحو ٢٨ ألف من خيرة أبناء سوريا - بسر ...! فقد حكم المقبور حافظ الأسد البلاد حكمًا بوليسيًّا مرعبًا، ثم خلفه ابنه الضال القتّال - بشار الجزار ـ الذي يرث عن أبيه جينات إجرامية، فيحذو - طبعا - حذو أبيه، بل و ربما يتفوق عليه فتكًا وقمعًا وتدميرًا ...، فالطينة من الطينة، والعجينة من العجينة !
فقد وصل الأمر في عصره - بشار - إلى حد "التغول" و"التسونامي"، فقد قتل - خلال ثلاث سنوات - نحو ربع مليون، ولا يتورع عن قتل النساء ولا ذبح الذراري، وجرّح وعوّق ضعفيهم، وزج بأكثر من مئة ألف في السجن، كما شرد بطش السفاح الملايين - منهم مليون طفل - إلى ملاجئ تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
أضف إلى ذلك تطويق المدن بالحواجز العسكرية بالتزامن مع حملة التجويع الممنهجة "الجوع أو الركوع".
وأمريكا أو ما يسمى المجتمع الدولي لا يحرك لها جفن ولو أبيد الشعب السوري على بكرة أبيه، فأمريكا لا يهمها إلا تأمين السلامة للدولة اليهودية التي ترى نظام بشار في صالحها، و - بالعكس - سيطرة الإسلاميين على الشام خطرًا أكيدًا عليها.
ونحيي صمود وقوة وصلابة الشعب السوري الذي يواجه أبشع ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من ضروب التقتيل والإهلاك والإيذاء، التي لم تخطر ـ حتى على بال الشيطان وتلامذته المعروفين من هولاكو وجنكيز وهتلر ـ ، فإن نضاله الشريف على قدم وساق، فهو - الشعب السوري - عازم عزمًا ثابتًاعلى الموت أو الظفر، وإنه في الحقيقة يغسل بدمائه صفحة الاستبداد والطغيان.
إذا الشعب يومًا أراد الحيا
ة فلا بد أن يستجيب القدر
و لابد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
وسيودع هذا العهد .. عهد العذاب، ويستقبل عهد الحرية والكرامة، وتدق قريبا - بإذن الله - طبول الفتح والبشائر، وتشرق شمس الحرية على سماء سوريا، وقد بدت تباشير الفجر الجديد على الأفق، فإن ظلام الليل الدامس يؤذن بقرب الفجر الطالع، وتحتفل الشام بنجاتها من الحكومة البشارية القائمة على الدماء والجماجم، فيولي صاحبها باللعنات، وسيكون مصيره كالجرو في المزبلة بعد ما يموت الكلب، وستقتله نار حماسة الشعب، وحديد عزائمه وستقضي عليه دعوات أسحاره!
ثم ينام إخواننا في الشام ملء جفونهم لا يخافون زوار الفجر، أو حوم الطائرات التي تقذف بالشرر، ثم يستيقظون فلا يرون صرعى مجندلين - كل يوم - على وجه الثرى، ويمشون مرفوعة رؤوسهم، آمنة نفوسهم على أرواحهم وعلى أرواح أولادهم، وعلى دورهم ومساجدهم وجميع مرافق حياتهم.
أيها الشعب السوري العزيز! اصبر قليلا، بعد أن صبرت الصبر على مالا يصبر عليه الدهر، وإن تضحياتك لن تذهب سدى، وصار الظفر قاب قوسين أو أدنى، ولست وحدك في المعركة، فنحن معك بقلوبنا وألسنتنا، وما نملك - لعمري - إلا الألسنة والقلوب، وتعاطفُ ملايين من أحرار العالم ودعواتهم معك.
وتأكد من أن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، وسلام على الأرواح الطاهرة، ولعنة الله على الظلمة الفجرة.
تعليقات
إرسال تعليق