لم تَمُت الإنسانيةُ بعدُ .. !
من وحي الأيام
لم تَمُت الإنسانيةُ بعدُ .. !
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
لعل حقيقة اليهود ما انكشفت - للعالم المعاصر - ولا افتضحت .. ، كما انكشفت وافتضحت بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م .
الحقيقة النتنة الفاضحة الوقحة، الممسوحة من أي ذرة من ذرات الإنسانية ..
فلقد ظهرت سوءات اليهود وعوراتهم بشكل سافر فاضح واضح للعميان فضلا عن الناظرين ...
لقد أثبت اليهود بفضائحهم وشنائعهم الأخيرة هذه أن طينتهم عجنت بالخسة واللؤم والنذالة، وأن جبلتهم جبلة دموية متعطشة لدماء الأبرياء .. وأنهم لا يرعون في عدوهم إلا ولا ذمة .. وأنهم يتلذذون بقتل الأطفال والشيوخ والنساء بصفة خاصة، ويرقصون فرحا حينما يرون أجسادهم أشلاء ملطخة بالدم والتراب ..
لقد حولوا غزة أطلالا وأنقاضا، إشباعا لجوعتهم الإفسادية، وشفاء لغليلهم الدموي، ودلالة صارخة على طبيعتهم التدميرية، واستمتاعِهم بإراقة دماء الأبرياء وتهديم منازلهم على من فيهم دون تمييز بين محارب و مدنيّ، أو بين كبير وصغير، ورجل وامرأة .. بل اعتداؤهم على الأبرياء أشنع، وهمجيتهم بخصوص الصبيان والضعفاء أفظع ..
إنهم قوم لئام جبناء، سفاكون للدماء، لا يقاتلون مقاتلة الند للند، و لا وجها لوجه .. ولكنهم يقاتلون متسترين متحصنين، أو يمطرون - من الفضاء - المدنيين الآمنين في بيوتهم بوابل من القنابل والصواريخ ..
وهذا ليس من الشجاعة في شيء .. بل إنما هو جبن بعينه، ولؤم في حد ذاته، وعار وشنار .. واليهود أمة ألصق بها العار، وضربت عليها الذلة، وباءت بغضب من الله، فعلاقة اليهود بالذل والعار والغضب الإلهي علاقة أبدية، لا انفكاك لهم منها إلى يوم القيامة بنص القرآن الكريم ..
على كل .. إن رقص اليهود العريان من الوحشية والبربرية غير المسبوقة في تاريخ الحروب لم يزدهم إلا ذلا وهوانا وسقوطا من أعين الناس ..فقد قام معظم العالم احتجاجا واستنكارا وتنديدا بالجرائم اليهودية الهائلة المروعة النكراء، التي يتندى لها جبين الحياء .
من العجب العجاب أن ثلاثة أرباع من الاحتجاج ضد الظلم الذي يمارسه اليهود كان - ولا يزال - في البلدان التي تقف حكوماتها بكل ثقلها مع إسرائيل .
ففي أمريكا وبريطانيا وكندا وغيرها من البلدان الأوروبية قامت احتجاجات عظيمة ضد همجية إسرائيل، بل حتى في إسرائيل نفسها تقوم مظاهرات عارمة ضد الحرب .
كما أفادت الأنباء الواردة من طوكيو ( يابان ) أن الآلاف من المتظاهرين تجمعوا أمام السفارة الأمريكية وهم يحملون الأحذية .. محتجين على وقوف أمريكا مع إسرائيل في تدميرها لغزة . ( جريدة " انقلاب " الأردية ، طبعة لكناؤ, ص 6 - 3 من يناير 2024 ) .
وكل ذلك إن دل على شيء .. فإنما يدل على أن معظم الشعوب ما زال يؤلمها الظلم والعدوان من أي كان .. وعلى أي كان .. فالظلم ظلم أمريكيا كان أو إسرائيليا .. شرقيا كان أو غربيا .. ، والظالم مكروه ملعون يستحق من العقاب ما يردعه ويوقفه عند حده، ويكون نكالا للآخرين، والمظلوم يستحق كل رحمة .. وأن تمسح دموعه، ويُجمَع على نصره ومنعِه من الظلم، وعلى أن الأكثرية تحب أن يتعايش الناس بسلام وحب ووئام، ويسود الأمن ويعم الأمان أنحاء المعمورة، وعلى أن جميع أهل الغرب ليسوا أعداء للإسلام والمسلمين، بل أكثرهم ما زالوا منصفين، متألمين لما يؤلمنا، ومستنكرين لما نعاني من الظلم والعدوان على أيدي الطغاة من بني جلدتهم أو أبناء ديانتهم .
وإن هي إلا شرذمة قليلة تريد الشر والدمار لأغراضها ومصالحها ، وتعيث في الأرض فسادا ..
والله لا يحب الفساد !
{ والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
( الجمعة : ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٤٥ھ - ٥ يناير ٢٠٢٤م )
تعليقات
إرسال تعليق