المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2024

الألف واللام والحاء والباء

  على مائدة العلم والأدب الألف واللام والحاء والباء محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند مهلاً .. مهلاً .. يا حضرات القراء ! فأرجوكم أن لا تَحاروا ولا تضطربوا .. ولا تسارعوا بالحكم على واضع العنوان حكماً قاسياً ...! فليس العنوان من باب : " الحروف المقطعات " القرآنية المعجزة، التي لا يدرك كنهها إلا منزلها الخبير جل وعلا . . ! حاشا وكلا .. والعياذ بالله ألف ألف مرة! أفيُتصور من مؤمن أن يبلغ من الوقاحة وسوء الأدب أن يتجاسر على مضاهاة كلام رب العالمين..؟! أبداً .. أبداً . . إنه لن يفكر في ذلك ولن يخطر له على بال في المنام . . ، فضلاً عن أن يريد - وهو في اليقظة - أو يحاول هذه المحاولة الفاشلة الفاجرة المحققةَ الفشل مئةً في المئة، المكتوب لصاحبها الآثمِ الخيبةُ والندامة والخسارة، ويا لها من خسارة ! شُلت يد ذلك التعس الشقي الذي يمسك القلم ليحاكي أو يجاري كتاب الله، وجُعل عبرة لمن تحدثه نفسه بذلك. ثم أنا - والله - متأكد من أن الشادي وصاحب الفهم العادي من القراء، يكون قد أدرك - بقليل من التروي وإعمال الفكر- مجموع الكلمة المشار إليها - في العنوان - بهذه الحروف المقطعة المنفصلة، فهي ...

مأدبة تاريخية

  من وحي الأيام مأدبة تاريخية محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند كانت ليلة الخميس ( ١٣ من رجب ١٤٤٥ھ - ٢٤ من يناير ٢٠٢٤م ) من أجمل ليالي حياتي، وأحفلها بالمسرات والمباهج، حيث حضرت مأدبة عشاء فاخرة، أقامها الإخوة الأعزة من بهتكل (من طلاب قسم الدراسات العليا بندوة العلماء ) تكريما لأساتذتهم . لقد شاركت في مآدب كثيرة في حياتي، ولكن هذه المائدة البهتكلية الطلابية كانت لها متعة خاصة، ونكهة متميزة، فاقت بها كثيرا من المآدب، التي تيسر لي حضورها في مناسبات عديدة عبر مسيرة الحياة .. كانت المأدبة غنية بكل ما لذ وطاب من الوجبات البهتكلية اللذيذة التي كنت أسمع عنها منذ زمان، ولأول مرة كنت أجربها ... وكانت تجربة ناجحة ممتعة ... الحقيقة أن المأدبة كانت أشبه بالمآدب العربية منها بالهندية، فالذي سبق له حضور الولائم والمآدب في البلدان العربية، كان يشعر كأن هذه المأدبة العشائية البهتكلية تكاد تكون نسخة طبق الأصل لشقيقاتها من الولائم العربية، فمن بداية المأدبة إلى نهايتها كانت تغشاها مميزات الولائم العربية . ولكن الشيء الذي حصد إعجاب كل من حضر هذه المأدبة ولفت انتباهه هو الروح السامية التي كان يتشبع...

حديث عن التحرير والتحرر . . !

من وحي الأيام حديث عن التحرير والتحرر . . ! محمد نعمان الدين الندوي أتحدث في هذا المقال عن قضيتين مهمتين . إحداهما تتعلق بالعقيدة، ولها مس مباشر بالمرتكزات والأسس والثوابت لديننا الحنيف . أما الأخرى فإنها وإن كانت لا تمس العقيدة مباشرة .. ولكنها - على كل حال - لها آثارها على قناعاتنا وثقافتنا، ولها دورها في طمس هويتنا وشخصيتنا .. أما القضية الأولى .. وهي رأس القضايا .. ومشكلة المشكلات .. وقضية لا يكتمل إيماننا بدون الإيمان بأهميتها وقدسيتها .. لأنها قضية لها علاقة مباشرة بمسرى نبينا ومعراجه عليه الصلاة والسلام .. إنها قضية فلسطين .. قضية القدس .. قضية المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله .. ووالله لو كان في الدنيا حق لما كانت لفلسطين قضية، ولو كان في العالم عدل لما اصطلحت على ظلمها القوى الكبرى .. على كل .. إن فلسطين محتلة بأيدي أبغض خلق الله إلى الله ... وإنها مسؤلية كل مسلم على وجه الأرض أن لا يقر له قرار ولا يهدأ بال ما لم يحرر المسجد الأقصى والأرض الفلسطينية كلها من الاحتلال الغاشم البغيض .. في هذا الشهر بالذات ... في شهر رجب الذي كان حدث فيه حادث الإسراء والمعراج .. علينا - نحن المسل...

بين مَرَض ومَرَض

 من وحي الأيام بين مَرَض ومَرَض محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند إن نعم الله على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } . ومن أجلّ هذه النعم خطرا وأعظمها قدرا : نعمة الصحة .. و يالها من نعمة ! ولكنها - مثل النعم الأخرى - نعمة لا يشعر بقيمتها وعظمتها إلا فاقدوها .. ومن هنا .. قيل : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضٰى .. ! نعم . الصحة تاج لا يقيّم ولا يُعَوّض ولا يرى .. حتى صاحب التاج نفسه لا يكاد يقدِّر قيمة تاجه ولا يكاد يراه .. ألا .. إن الصحة أكبر نعمة ربانية وأجل منحة إلهية بعد  «نعمة الإيمان » الكبرى  .. فجميع النعم لا معنى لها ولا خير فيها إذا حُرِم الإنسان نعمة الصحة ..لا القناطير المقنطرة من المال تغني، ولا كثرة الخدم والحشم  تنفع، ولا الجاه والمنصب  يفيد إذا حُرم الإنسانُ نعمةَ الصحة .. وقد قيل : الصحة لا تشترى بالمال .. فلو كانت الصحة تشترى بالمال، لمَا مرض الأغنياء أو الملوك والرؤساء .. وإذا ذهبت الصحة - لا قدر الله - يوما .. فلا تعود غالبا إلا إذا شاء من بيده إعطاء الصحة و المرض .. متعنا الله جميعا بالصحة والعافية...

وصفة سحرية من طب الوحي

  على مائدة العلم والأدب وصفة سحرية من طب الوحي محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند إذا أردت أن تعيش سعيداً مرتاحاً، هادئ البال، غير مجني عليك، آمناً من أذى الناس، فعليك بوصفة سحرية مضمونة التأثير والشفاء، لا يمكن أن يتخلف أو يتأخر - فضلاً عن أن ينعدم أو ينتفي - مفعولها . . لأن هذه الوصفة، عليها دمغةُ : " الماركة " المباركة المسجلة من شركة: "طب الوحي " القرآنية المحمدية - إذا لم يكن سوء أدب في هذا التعبير ! - إن هذه الوصفة تعد من عقاقير روحية، تسمى : " العفو " ، أو : " الصفح " ، أو : " كظم الغيظ "، أو " التسامح " ، أو : " غض النظر " وما إلى ذلك من مركبات الوصفة ! ولا جَرَم أن هذه الوصفة القيمة دواء ناجع لطباب ٩٩% من الأمراض الخلقية من الثأرات والعداوات والإحن، ومظاهر الشر والفساد، وإفرازات الشحناء والبغضاء. فيوم يدرك الناس أهمية هذه الوصفة، ويعملون بها بدقة، يسودهم جو من الحب والوئام، ويأمنون شر النزاع والخصام، ويرفرف على العالم حمام السلام، وتعود الحياة أجمل ما تكون ! فالعفو إكسير لسم الحقد والضغينة، وأنجع دواء ل...

لم تَمُت الإنسانيةُ بعدُ .. !

  من وحي الأيام لم تَمُت الإنسانيةُ بعدُ .. ! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند لعل حقيقة اليهود ما انكشفت - للعالم المعاصر - ولا افتضحت .. ، كما انكشفت وافتضحت بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م . الحقيقة النتنة الفاضحة الوقحة، الممسوحة من أي ذرة من ذرات الإنسانية .. فلقد ظهرت سوءات اليهود وعوراتهم بشكل سافر فاضح واضح للعميان فضلا عن الناظرين ... لقد أثبت اليهود بفضائحهم وشنائعهم الأخيرة هذه أن طينتهم عجنت بالخسة واللؤم والنذالة، وأن جبلتهم جبلة دموية متعطشة لدماء الأبرياء .. وأنهم لا يرعون في عدوهم إلا ولا ذمة .. وأنهم يتلذذون بقتل الأطفال والشيوخ والنساء بصفة خاصة، ويرقصون فرحا حينما يرون أجسادهم أشلاء ملطخة بالدم والتراب .. لقد حولوا غزة أطلالا وأنقاضا، إشباعا لجوعتهم الإفسادية، وشفاء لغليلهم الدموي، ودلالة صارخة على طبيعتهم التدميرية، واستمتاعِهم بإراقة دماء الأبرياء وتهديم منازلهم على من فيهم دون تمييز بين محارب و مدنيّ، أو بين كبير وصغير، ورجل وامرأة .. بل اعتداؤهم على الأبرياء أشنع، وهمجيتهم بخصوص الصبيان والضعفاء أفظع .. إنهم قوم لئام جبناء، سفاكون للدماء، لا يقاتلون مقاتلة ا...

هل طُوي عهد : " ثقافة الخطابات " إلى الأبد .. ؟

  من وحي الأيام هل طُوي عهد : " ثقافة الخطابات " إلى الأبد .. ؟ محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند المواصلات الجديدة المريحة ووسائل الاتصال الإليكترونية من مخترعات العصر المتميزة، فالمسافة التي كان يقطعها الإنسان - بصعوبة بالغة ومشقة أي مشقة - في أيام ، أصبح يطويها - في راحة وأمن وأمان - في ساعات معدودات .. وكذلك الأخبار والرسائل التي كان يستغرق وصولها من مكان إلى مكان أياما أو شهورا وربما - في بعض الأحيان - سنوات ... أصبحت تصل إلى الجهة المرسلة إليها في أقل من لحظة .. في طرفة عين ... فتعبير : " طرفة عين " لم يعد تعبيرا خياليا .. بل أضحى شيئا واقعيا ملموسا معاينا .. وحقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار .. ولكن .. - إلى هذا التطور المدهش في المواصلات والاتصالات .. - هناك حقيقة مرة مؤلمة .. وهي - كما عبر عنها الطنطاوي بقوله - : " ربحنا الوقت وخسرنا العواطف " .. نعم .. ربحنا الوقت، ولكن نضبت معاني العواطف والمشاعر، أو طيَّرتها : " السرعة الخيالية والسهولة القياسية في التواصل " في الصحراء والفضاء .. صحيح أن السرعة نجحت في اختراق المسافات و غزو...