العالم الإسلامي مليء بالذكور .. ! أما الرجال . . . فـ : . . . ؟؟؟ !!
من وحي الأيام
العالم الإسلامي مليء بالذكور .. !
أما الرجال . . . فـ : . . . ؟؟؟ !!
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
الأزمة الحالية كشفت المخبوء .. أظهرت المستور .. عرّت الكثير من أصحاب اللباس الساتر الوقور .. خفضت القامات الفارعة . . وحولت أصحابها أقزامًا بعد أن كانوا يُعدّون من العمالقة .. بل وفضحتهم في قارعة الطريق .. إذا كنا صرحاء صراحة كاملة ..
الذين كانوا يُعتَبَرون عماد الأمة وسندها وشرَفَها، وكانت الأمة تعتز بهم وترجو منهم كثيرًا و كثيرًا .. هؤلاء المرجوُّوْن - مع الأسف - خيبوا آمال الأمة فيهم .. فسقطوا من أعينها .. ومن يسقط من العين لا ينهض أبدًا ..
أما الذي يسقط على الأرض، فسرعان ما ينهض ( في أكثر الأحيان ) ويستوي قائما، فيواصل مسيرته متجهًا إلى وجهته .
عندنا ( في العجم ) برز ( في الأعوام الأخيرة ) قائد، ولمع نجمه بسرعة عجيبة، و - فعلا - كانت له أعمال ومواقف مشَرّفة، كسب بها الصيتَ والثناءَ الحسن، و فاق - في الشعبية - كثيرًا من القادة والزعماء، بل كاد أن يغطيهم جميعا، ويفوقهم حسن سمعة .. وكانت الأمة تعلق عليه آمالًا عظاما، وترجو منه ما لا ترجو من غيره من القادة العرب والعجم، ولكنه - القائد العجمي - خسر كثيرا من شعبيته، بل خسرها تمامًا، لأنه ظهرت حقيقته .. ، فلم يتجاوز صنيعُه - في الأزمة الحالية - ما يسمى : العنتريات أو الكلمات الفارغة الجوفاء، إنه أرغى وأزبد .. وتوعد وهدد .. وأقبل وأدبر .. ولكن كل ذلك لم يكن إلا مثل تهديد الأب أولاده، يهددهم ولكنه يخفي لهم كل عطف وشفقة .. هكذا صاحبنا القائد ظل يهدد ولا يزال ... وكان تهديده كما قال جرير :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعًا
أبشر بطول سلامة يا مربع
وهكذا .. كان حال معظم الكثيرين .. فلم يتجاوزوا إصدار بيانات الرفض والاستنكار والإدانة . . أو إطلاقَ كلمات التهديد والتخويف الصبياني .. ، وقد سمى بعض الصحفيين الهنود [ عملية الإدانةَ ] هذه .. بـ : " قنبلة الإدانة ". . ، فقد اكتفوا "بقنابل الإدانة " .. ظلوا يفجرونها قنبلة بعد قنبلة .. ، وظنوا أنها تكفي زجرًا للعدو، وحسمًا لشره، ودفعًا لعدوانه، وكبحًا لجماح غطرسته .. فتجعله يقف عند حده، ويراجع حساباته، ويحجم عن فظائعه .. و من ثم .. حسبوا أنهم أدوا ما عليهم من الواجب تجاه إخوانهم المظلومين ..
الحقيقة : الأزمة الحالية محك تحك به رجولة الرجال .. وبوتقة تصهر فيها المعادن .. فيتميز الأصيل من الزائف .. والصادق من المنافق ..
إنها ميزت الفعالين من القوالين .. والصادقين من الدجالين .. والطائفةَ المؤمنة الصامدة المظفرة - بإذن الله - من الطابور الخامس ..
الأوضاع الحاضرة، أوضاع غير عادية .. قلما واجهت الأمةُ أمثالَها - خطورة وجسامة - عبر تاريخها المليء بالشدائد والتحديات .
إنها - الأوضاع - لن تتحسن فضلا عن أن تتغير إلا بمواقف وهمم غير عادية، تكافئ زخم الأوضاع .. وتكون على مستوى عظم التحديات وخطورتها .
إنها لا تواجَه ببيانات خادعة، وإدانات هزيلة، ومواقف هزلية كوميدية ذات طابع مسرحي .. لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تؤخر ولا تقدم في القضية شيئا ..
إنها تقتضي جراءة صديقية، وغضبة عمرية، ونخوة معتصمية، وغيرة أيوبية وشجاعة رجالية وبسالة إيمانية ..
الأزمة - الظروف - الحالية هذه أشعرت بأزمة كبرى . .
إنها أزمة الرجال ..
والعالم الإسلامي لا تنقصه الذكور .. أو أشباه الرجال .. أو أنصاف الرجال ..
ولكنه يحتاج إلى الرجال .. ؟
فأين هُمْ ... ؟
( الخميس : ٨ جمادى الأولى ١٤٤٥ھ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٣م ) .
تعليقات
إرسال تعليق