الإسلام ضالَّة العالَم .. !

 من وحي الأيام

الإسلام ضالَّة العالَم .. !


محمد نعمان الدين الندوي

لكناؤ، الهند


حقا وصدقا . .  : [ الإسلام ضالة العالم ] ..

 فما في ذلك من شك لدى أي مسلم على وجه الأرض .. !

إن هذا ما نؤمن به نحن المسلمين جميعا .. ونأمل وندعو الله تعالى أن يهتدي العالم - سريعا - إلى ضالته .. حتى لا يظل يخبط خبط عشواء مدى طويلا .. 

فلا ندري إلى متى تظل قافلة العالم تضرب  على غير هدى، وتسير على عشى،  وتشرد شرود الهائم لا إدراك به، وتضل ضلال قطيع لا راعي له .. والراعي الأمين  ليس ببعيد ولا غريبٍ عنها .. والنور المبين  موجود لإنارة طريقها .

ثم  هذا الذي نؤمن به .. يعتقده - أيضا -  الكثير ممن يرفضون الإسلام ظاهرا ..

{ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم }  ( النمل : ١٤ ) 

و ذلك لأن الإسلام دين الفطرة، التي فُطِر الناس عليها .. 

ذلك الدين الذي نسبه الله إلى نفسه، وأكمله لنبيه، ورضيه لخلقه . 

 الدين الذي يغطي حاجات الإنسان، ويراعي رغباته ومشاعره في إطار معقول منضبط معلوم، فلا سعادة للإنسان،  ومِن ثَمّ للعالم ..  إلا بالرجوع إلى الإسلام .. 

ومن هنا .. أصاب المَحَزَّ من قال : [ الإسلام ضالة العالم ] .

و إنها لحقيقة - كالشمس في رابعة النهار .. -  أن  :

الإسلام مخطوب من جميع الآفاق .. مُرَحَّب به في كل مكان .. مُقْبَلٌ عليه إقبالَ العطشان على الماء، مُقَبَّل بشفاه المنصفين .. مُعانَقٌ بصدورهم .. !

 الإسلام نجاة العالم مما يعاني من المشكلات والويلات، وما يعتريه من النوبات الجنونية التي حولته جحيما لا يطاق ..

الإسلام الضرورة القصوى للعالم ..

وفي إيجاز .. وبكل صراحة .. وعلى وجه التحدي :

الإسلام ما منه بد للعالم وللبشرية جمعاء .. ولا بد مما ليس منه بد !

وهذا ليس كلاما مما يرميه صاحبه على عواهنه ..

و ليست دعوى عاطفية محضة .. لا سند لها من الدلائل والحجج ! 

بل إنما هي حقيقة لا ينكرها إلا من ينكر الليل والنهار، والشمس والقمر، وإذا احتاج إثبات الشمس والقمر إلى كلام .. فقل : على الدنيا سلام .. !


و ليس يصح في الأفهام شيء 

إذا   احتاج  النهار   إلى   دليل


بل لعلنا إذا قلنا : إنها كبرى الحقائق .. وحقيقة الحقائق .. لَما خفنا أن نُرمٰى  بالشطط أو التجاوز عن الصواب .

فهو أمر لم يزل معترفا به، مُصَدَّقٓا عليه حتى من الذين كفروا .. ( كما سنبين ذلك عبر عرض أقوال غير المسلمين قديما وحديثا ) .

يا قوم .. يا عقلاء ! إذا لم يكن الإسلام ضالة العالم ؟! 

أ فهل تكون اليهودية المحرفة - المغضوب على أصحابها - ضالة العالم ؟!

أو النصرانية المنحرفة - الموصوف أصحابها بالضلالة - ، أو :

الوثنية - المرفوضة عقليا وعلميا - تكون ضالةَ العالم .. يا ترى ؟!


الإسلام ضالة العالم

ما في ذلك من شك ..

فلن يستقيم للعالم أمره إلا بالانضواء تحت راية الإسلام ..

و به يستطيع العالم أن يذوق حلاوة السلام الحقيقي  ..

و به ينال راحته ويسترد عافيته .

وبه يبلغ مأمنه .. !

بالإسلام  القادر على حل جميع القضايا والمشاكل، التي تقض مضجع العالم .

 الإسلامِ الباني الرباني ..

الإسلام الذي يعطي كل ذي حق حقه .. ويُقنع القلب والعقل معا ..

الإسلامِ الذي يكفل للبشرية من الحرية والعدالة  والمساواة والكرامة ورخاء العيش المطمئن ما لا يكفله أي دستور ولا نظام ..

لأنه  - الإسلام - ليس من وضع البشر ..

بل إنه من شرع الله .. الذي خلق الحياة  والبشر والعالم أجمع .. 

فمن هو أعلم وأدرى بحاجات البشر من خالقهم .. ؟! { ألا يعلم من خلق } .

فهذا  الإسلام هو وحده  ضالة العالم .. لا غير .. !

تعالوا جربوه  ..  يحلّ لكم مشاكلكم، وينقذْكم من القلق والحيرة إلى السعادة والطمأنينة .. من الظلمات إلى النور .

فالطريق إلى : " السلام العالمي " و : "السعادة البشرية" يمر بـ : " الإسلام " !

وإذا قلنا إن "السلام الحقيقي " لم يعد لها مدلول على أرض الواقع .. لما عدلنا عن الصواب !

لقد جربتم الكثير و الكثير من النظم والقوانين التي لم تزد العالم إلا دمارا و وبالا .. فحالها كما قال الشاعر :


المستجير  بعمرو  عند  كربته

كالمستجير من الرمضاء بالنار


والحقيقة أن الإسلام ليس غاية المسلمين فحسب .. بل هو حلم جميع العقلاء المنصفين من غير المسلمين - أيضا - ..  يتمنون تحقيقه في العالم .. و يتطلعون إلى يوم يرون فيه الإسلام حيا مجسدا .. لأنهم على علم ويقين  بأن لا خير للعالم إلا بالإسلام .

شهادات أجنبية بفضل الإسلام 

الكتب القديمة والحديثة - من غير المسلمين  - مليئة بالاعتراف بفضل الإسلام وعظمته، وطهر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقدم منها نبذة مختارة، فكما قال الشاعر : 


شهد الأنام بفضله حتى العدى

والفضل ما شهدت به الأعداء


لشهادات الغير أهميتها وقيمتها ..

- فهذا الكاتب الإيرلندي الشهير. (جورج برنارد شو ) قال : " لقد درست الإسلام، فوجدته بعيدا عن مخاصمة المسيح، ونعتبر محمدا منقذا للإنسانية، وأن رجلا مثله لو حكم العالم بإيثاره وخلقه لجلب للعالم السعادة والسلام " و أضاف : " لو كان محمد بعث في هذا العصر الحديث، لنجح نجاحا تاما في حل المشكلات العالمية، وقاد العالم إلى السعادة والسلام ".

- وهذا العالم الأمريكي الفيزيائي المعاصر  ( مايكل هارت ) يؤلف كتابا سماه :" أعظم  مائة شخص في التاريخ" ، ويضع محمدا  الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس المائة، ويقول : " إن اختياري محمدا ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ، ربما أدهش كثيرا من القراء إلى حد قد يثير بعض التساءلات، ولكن في اعتقادي أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ، الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي ... إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي، يخوله أن يُعتَبَر أعظمَ شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية " ، ويقول : " إن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ، الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، وبعد أربعة عشر قرنا ما يزال أثره قويا متجددا " و يقول :" لا يوجد في التاريخ كتاب بقيت حروفه كاملا دون تحوير سوى القرآن الذي نقله محمد " .

- والسياسي الألماني الشهير ( مراد  ويلفريد هوفمان ) أنصف الإسلام بشهاداته وكتاباته الموضوعية، ودعوتِه إليه في كل مجتمع عاش فيه.

- والملك تشارلز الثالث لطالما دعا إلى الحوار والتسامح والسلام في محاضراته، التي أكد فيها على أن الغرب في حاجة ماسة إلى تفهم وجهات نظر العالم الإسلامي .

- و الكاتبة الأمريكية ( كارين أرمسترونج ) دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت  :" إنه الرجل البسيط المرهف الحس، الذي أقام مجتمع الكفاية والعدل في جزيرة العرب تحقيقا للمشيئة الإلهية، وهو الذي خاض معارك إيجابية ليضع حدا للظلم ويدفع العدوان ".


هذه شهادات حديثة ..


ونورد - فيما يلي  - شهادات من القديم ..

- قال النضر بن الحارث - ألد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم -  عنه : " قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم .. قلتم : ساحر ، لا والله .. ما هو بساحر " .

- كذلك شهد أبوسفيان - قبل إسلامه - بين يدي هرقل ملك الروم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ووفائه حينما سأله هرقل : " فهل كنتم تتهمونه بالكذب، قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا ، قال : يغدر ؟ قلت : لا ... رواه البخاري.

- ومعروف أن قريشا كانوا لقبوه بـ :" الصادق الأمين " .

ونكتفي بهذا القدر من الشهادات الأجنبية من القديم والحديث، وكفى بذلك دليلا على ما يكن الأعداء - أيضا - من الاحترام والاعتراف والتقدير للإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام .


                                   * * *

إذا كان  الكثير من المنصفين من غير المسلمين .. يرجون أن يَحْكُمَ  الإسلامُ العالمَ، لينعم بالاستقرار والعدالة، ويُرْفع الظلم والعدوان ...

فالمسلمون - طبعا - أولى بذلك من غيرهم .. فكل واحد منهم - فعلا  - يراوده هذا الحلم اللذيذ الحلو الشهي .. 

بل عليهم أن لا يكتفوا بالرجاء والتمني والحلم فقط .. بل يقرنوا ذلك بالعمل الجاد والسعي المطلوب .. 

فتلك مسؤولية تعود إليهم من قبل دينهم ..

ولا شك أن اليوم الذي يهتدي فيه العالم إلى ضالته .. يكون يوما مباركا في تاريخ العالم وتاريخ البشرية كلها ..

و من يدري لعل ذلك اليوم يكون قريبا ..

وما ذلك على الله بعزيز .. 

وهو على كل شيء قدير !


( الأربعاء : ١٨ ربيع الأول ١٤٤٥ھ - ٤ أكتوبر ٢٠٢٣م )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العلامة السيد سليمان الندوي

سلام على صاحب التضحية الكبرى

كان الوستانوي أمة وحده