العلامة الشيخ القارىء محمد طيب القاسمي
شخصيات أعجبتني
العلامة الشيخ القارىء محمد طيب القاسمي
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
قبل أيام كنت أبحث عن شيء في الأوراق القديمة، فإذا بي أعثر على مقال لي كتبته قبل أكثر من أربعين سنة .. ( ١٩٨٣م ) ، فكأني وجدت على كنز، إذ عمر المقال أكثر من أربعة عقود، فهو من أوائل ما صدر عن قلم الكاتب، فكان سروره بالعثور على المقال سرور من وجد ضالته، والمقال يتحدث عن نواحٍ بارزة من حياة علامة الهند الكبير، الملقب بـ " حكيم الإسلام " الشيخ القارىء محمد طيب القاسمي رحمه الله رئيس الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند الأسبق ، وكنت كتبت المقال إثر وفاته ١٤٠٣ھ ۔
كان المقال نشر في العدد الممتاز من مجلة:" الثقافة " عن الشيخ طيب رحمه الله ( ١٩٨٣م - ديوبند، الهند) .
والمقال لطالب - كاتب السطور - كان يدرس آنذاك في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان حديث العهد بالكتابة العربية، و المقال كان ثالث مقالات الكاتب، فكان المقال الأول صدر عن قلمه، حينما كان حُكِم بالإعدام على :" ذو الفقار علي بهتو " رئيس وزراء باكستان الأسبق ( الذي كان نفذ فيه الإعدام في ٤ أبريل ١٩٧٩م ) ، والثاني كان حول حادثة الحرم ( فجر ١ محرم ١٤٠٠ھ - ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩م ) .
و الثالث هذا المقال الذي ذكرتُ فيه نبذة من حياة هذا العلم المفرد محمد طيب القاسمي رحمه الله، والمقالات الثلاث كانت نشرت في جريدة :" الرائد " التي تصدر عن ندوة العلماء بلكناؤ، الهند .
معلومات شتى عن الشيخ طيب القاسمي :
- ولادته : ١٣١٥ھ - ١٨٩٧م .
- وفاته : يوم الأحد ٦ شوال ١٤٠٣ھ . ١٧ يوليو ١٩٨٣م .
- التحاقه بدارالعلوم ديوبند ١٣٢٢ھ .
- تخرجه منها : ١٣٢٧ھ ، ١٩١٨م .
- تم تعيينه نائبا لمدير دارالعلوم ١٣٤١ھ .
- عين مديرا لدارالعلوم ديوبند ١٣٤٨م، ١٩٢٩م .
-كان من تلاميذ العلامة المحدث أنورشاه الكشميري المتوفى ١٣٥٢ھ ، وتولى تربيته الدينية والفكرية كبار رجال العلم والصلاح، من بينهم العلامة الشيخ أشرف علي التهانوي ( م ١٣٦٢ھ ) .
من أجل ما كان يتصف به - بجانب العراقة والشرف في النسب الطيني والديني .. فقد كان حفيد الإمام محمد قاسم النانوتوي ( م ١٢٩٧ھ - ١٨٧٩م ) مؤسس الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند - من قدرة على إدارة الأمور الجامعية، وعلى العمل الجماعي الذي يتطلب مرونة وحزما في بصيرة، وفوق ذلك وقبل ذلك كان ذا فهم وتعمق، وأهلية في ذكاء ودين يؤهله لرئاسة معقل ديني وإشعاع إسلامي كبير في شبه القارة الهندية...
من أجل ذلك لم يدعه العالم الرباني المجاهد الجليل المحدث الشيخ حسين أحمد المدني رحمه الله( م ١٣٧٧ھ ) شيخ الحديث بالجامعة، أن ينتقل إلى باكستان لدى التقسيم إثر جلاء الاستعمار، وكان الشيخ محمد طيب قد انتقل إلى باكستان بغرض الاستيطان، فلم يقر للشيخ قرار حتى أجرى اتصالات مع الحكام المسؤولين في الحكومة الهندية أمثال نهرو وأبي الكلام آزاد وغيرهما، وأرغماهما على إعادة الجنسية الهندية إليه.
-في عهده أقامت دارالعلوم ( ١٤٠٠ھ - ١٩٨٠م) احتفالا مئويا منقطع النظير، حضره نخبة من رجال العلم والفكر والدعوة والتعليم والتربية، في الهند وفي العالم العربي والإسلامي، وكان الاحتفال أياما مشهودة، ربما لم ير الناس هذا التجمع الإنساني المائج بعد عرفات في أي مكان .
( بتصرف من مجلة :" الثقافة " ) .
هذا . و لست أرى بأسا بأن أعيد نشر المقال ضمن سلسة :" شخصيات أعجبتني" ، فإن ذلك يتيح الفرصة لشبابنا التعرف - ولو في إيجاز - على علم من أعلام أبناء الإسلام في الهند .
أنشر صورة المقال المنشور في المجلة .. حفاظا على عراقة المقال .. على أن القارىء ربما يلاحظ فيه ما ينقصه من الدقة في العناية الكتابية المطلوبة من تحرير المجلة !
تعليقات
إرسال تعليق