ما هي الندوية . . ؟
من وحي الأيام
ما هي الندوية . . ؟
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
« الندوية » فكرة علمية دعوية نافعة مباركة .
فكرة واضحة المعالم ظاهرة الملامح عظيمة المنافع والآثار ..
فكرة مستوحاة من الكتاب والسنة ، وما عليه سلف علماء الأمة .
فكرة قرآنية نبوية مباركة .
فكرة ربانية استلهمها علماء عُرفوا بالغيرة على الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكا، ونبعت في قلوب علماء رضعت بلبان حب الدين، وتربت على التقوى، وتبنت الوسطية والسداد لهذا الأمة .
فكرة وسطية جامعة بين الحسنتين، داعية إلى الخيرين، حاملة للفضيلتين ، بتعبير آخر :
فكرة تتميز بالجمع بين الأصالة و المعاصرة .. بين القديم الصالح والجديد النافع .. بين الدين و الدنيا : { ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة } .
«الندوية » اتصال بمنابع النبوة واستقاء من مصادر الوحي واهتداء بهدي السلف الصالح واحترام لجميع الأئمة الكرام احتراما يليق بشأنهم
«الندوية» صلابة في الأصول والمبادىء والثوابت والمعتقدات والغايات.
ومرونة في الفروع والوسائل والأسباب والوسائط في إطار منضبط بالضوابط والقواعد الشرعية .
« الندوية» اتباع كامل للسنة النبوية الشريفة، فهي المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .
«الندوية » شعارها حب صادق للصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذين عاشوا في ظلال القرآن وتربوا في حضن النبوة المباركة، فكانوا طليعة الإسلام وسفراء النبوة الغر الميامين الذين اضطلعوا بأعباء نشر الدين في جميع أنحاء المعمورة .
« الندوية » ثبات على العقيدة السليمة و التوحيد النقي، وجمع المسلمين على أساس : " كلمة التوحيد " .
« الندوية » إقبالٌ على « لغة القرآن » التي اختارها الله لأشرف رسله، وأنزل بها كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
« الندوية» أدب وبيان وفصاحة لسان .. إلى رسوخ في علوم الحديث والقرآن واقتباسٍ من معارف الزمان .
« الندوية » مخاطبة أهل العصر بأسلوب العصر .. { حدثوا الناس بما يعرفون } ، { خاطبوا الناس على قدر عقولهم } .
«الندوية» وعيٌ بمتطلبات الزمان، وسعيٌ في حل قضاياه وفق رؤية متزنة تنسجم مع النظرة الإسلامية الحكيمة .
«الندوية » حِرْصٌ على جمع كلمة الأمة وإصلاح ذات البين وتقريبِ المسافات وتبريدِ حرارة الخلافات أو تلطيفِ حدتها، والنفرة والبعد - ما أمكن - عن المشاجرات والمنازعات - وبالأخص عن - العصبيات فإنها منتنة !
« الندوية » ترحيب بكل نافع جديد، واحتفاء بكل طارف مفيد .. فالحكمة ضالة المؤمن ... أنى وجدها فهو أحق بها .
«الندوية» دعوة جادة إلى متابعة النظر في المناهج الدراسية - مع الحفاظ الكامل على أصالتها وقداستها - حتى تظل غضة طرية، محتفظة بحيويتها وجِدِّيَّتها وجدواها كما ورد في الحكمة : « علموا أولادكم لزمن غير زمانكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم » ..
« الندوية » إعطاء كل ذي حق حقه، واعتراف بالفضل لذويه، وتقديرٌ للكفاءات والصلاحيات دون تمييز أو تفريق بين انتماء وانتماء .
« الندوية » دعوة لدراسة وتدريس سيرة القرن الأول المبارك في جانب .
و هي كذلك مسايرة للعصر بل ريادته في زمن ارتياد الفضاء في جانب آخر .
حقا .. « الندوية » شرف لمن ينتمي إليها ، وهي عز لمن يقبلها، ويحافظ على الالتزام بها حتى الممات، وخير لمن يحتضنها، وينضم إلى ركبها بحقها وشروطها .
والسلام على من اتبع الهدى .
( ليلة الأحد : غرة ربيع الأول ١٤٤٥ھ - ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣ م ) .
تعليقات
إرسال تعليق