تحية إلى قطر العز و البطولة
من وحي الأيام
تحية إلى قطر العز و البطولة
محمد نعمان الدين الندوي
لكناؤ، الهند
لقدأثبتِّ يا قطر العربية الإسلامية أنك تحبين الإسلام حبا لا يعدله حب، و أنك تفضلينه على جميع الأيديولوجيات تفضيلا لا تشوبه شائبة .. و أنك تعتزين به اعتزازا فوق جميع الاعتزازات و الاعتبارات .. في زمن، صار فيه العديد بل الكثير -من المحسوبين على الإسلام- يستحيون من الانتساب إليه أو الجهر باسمه أو رفع ذكره...
يا قطر الحبيبة ! لقد كسبتِ قلوب ملايين الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بافتتاح :" بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ " بآيات من القرآن الكريم كتاب رب العالمين لهداية البشر أجمعين .
لقد أظهرتٍ للعالم - بصنيعكٍ هذا- إيمانكٍ المطلق،و افتخاركِ الأكيد، بهذا الكتاب الرباني الذي لا ريب فيه...
لقد أعلنتِ بترتيلك للقرآن الكريم بمناسبة تدشين هذا الحدث التاريخي المهيب العظيم، أنك لا تعدلين بقرآنكِ كتابا و لا دستورا، و لا بمنهاجه منهاجا، و لا بنظامه نظاما...
لقد أثبتِّ للعالم أن منبع ثقافتك الأعظم : القرآن الكريم، و أن هويتك الكبرى :القرآن الكريم، و أن شخصيتك الأصيلة شخصية إسلامية قرآنية بحتة . . و أن منطلق جميع تحركاتك و تصرفاتك من كتاب الإسلام :" القرآن الكريم..
لقد فعلتِ هذا الفَعال .. فرفعتِ رؤوس ملايين الملايين من المسلمين فخرا و شرفا، وأقررتِ عيونهم.
انطلقتْ مناسبتك الكبرى هذا المنطلَق المبارك المشرِّف . . فانطلقت ألسنة المسلمين بالشكر لك و الثناء عليك و التقدير لصنيعك هذا .
نحن - مسلمي العالم- نعرف جيدا أن هذا الأمر - أعني افتتاح هذا الحدث الدولي بالقرآن الكريم- لم يكن أمرا ميسورا.. بل كان أمرا صادرا عن رصيد كبير من الجراءة الجريئة ، و الغيرة الإسلامية، و الاعتزاز القوي برمز :" الإسلام " الأكبر، الذي ما إن تمسك به أحد إلا عز و غلب، و سما و ارتفع، وفتح وانتصر، وبذَّ وأحرز قصب السبق.
هذا. و من بشائر الخير - مما يتعلق بأخبار هذا المهرجان القطري الدولي- ما تناقلته وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي من دخول المئات في حظيرة الإسلام و احتماهم بحماه قبل بداية المناسبة، فلا شك أن الخبر -في نفسه- بشرى عظيمة و مكسب كبير لأهل الإسلام.
و مما أثلج صدورنا -أيضا- منعُ الحكومة القطرية من أي ممارسة علنية تخل بالآداب الإسلامية، أو ما ينافي العادات والقيم و الأقدار و المثل الإنسانية العامة من التظاهر بما يعد مما يخالف الحشمة والوقار و الحياء والرزانة، فضلا عما حرمه الإسلام من ألوان الطعام و الشراب و السلوك و العمل . .
و مما ينبغي الإشادة به -أيضا- أن المسؤولين القطريين انتهزوا هذا التجمع الإنساني الكبير - بمختلف جنسياته و طبقاته و فئاته- ليجعلوا منه فرصة سانحة للدعوة إلى الإسلام و سماحته، فاستقطبوا لذلك عددا كبيرا من دعاة الإسلام من جميع أنحاء العالم، ليشرحوا لهذا البحر البشري من ضيوف قطر، مزايا الإسلام و خصائصه، و ما يحمل في طياته من حلول مدهشة لمشاكل الإنسانية، و من وصفات ناجعة لأدواء البشرية.
و مما وصلنا كذلك -من أخبار هذا الحدث الدولي السارة- أن قطر زينت شوارعها و طرقها، و ساحاتها و واجهات مبانيها الكبرى باللوحات التي تعرِّف بتعليمات الإسلام السمحة من خلال العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال أعلام العلماء.
و الله . . إنها لظاهرة مشرِّفة، تدل على مزاج "أولي الأمر القطريين" الإسلامي، و اعتنائهم بدينهم الحنيف ، و حرصهم على إبراز صورة الإسلام الوضاءة، و بيان توجيهاته، حرصا حريا بالاقتداء و ٠التقليد، و جديرا بالتنويه والتقدير .
نرجو أن هذه المناسبة العالمية الجليلة ستزيد قطر احتراما في أعين الناس، فتبرُز - إن شاء الله- أعظم مكانة و ثقلا، و تلامس السماء سناء و رفعة، و تجاري أرقى دول العالم نموا و ازدهارا .
و ستدخل قطر الحبيبة التاريخ من أوسع ابوابه، و تتبوأ مكانته على منصة العالم . . بعز العزيز و قدرة القادر . . و ما ذلك على الله بعزيز، و هو على كل شيء قدير.
حفظ الله قطر الحبيبة من كل سوء، و لا أصابتها العين، و صانتها يد الله، و بقيت تظلها ظلال الإسلام الوارفة، و تنعم بالأمن و السلام، وتعيش في مهاد النعيم و الرخاء والعافية و الهناء.
( الاثنين؛ ٢٥ من ربيع الآخر ١٤٤٤ ھ = ٢١ من تشرين الثاني ( نوفمبر ) ٢٠٢٢م )
تعليقات
إرسال تعليق