المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2024

عندليب الهند العربي : الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي

 شخصيات أعجبتني ( ٢٣) عندليب الهند العربي :  الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند [ هذا المقال كان كتب بعد وفاة الأستاذ واضح رشيد رحمه الله بأيام، ونشر في رسالة، و يحلو لي أن أعيدَ نشره على وسائل التواصل الاجتماعي للذين لم يطلعوا عليه من تلامذته ومحبيه من العجم والعرب : أعد   ذكر    نعمان   لنا  أن   ذكره هو     المسك    ما  كررته يتضوع علمًا بأن ما يلي  جزء من  المقال، وليس بكامله ] .                                     * * * عقم النساء فما يلدن شبيهه إن    النساء     بمثله     عقم في يوم الأربعاء : ١٤٤٠/٥/٩ هـ - ٢٠١٩/١/١٦م فجراً،حدث حادثان عجيبان، ووقع أمران غريبان : غربت شمس، وطلعت أخرى . . . طلعت شمس النهار تنشر ضفائرها وتنثر جدائلها على التلال وتبث سحرها على الجبال، فأسفر النهار، وانقشع الظلام، وعادت الحياة والبهاء إلى...

تجارب وآراء في تقويم اللسان وتهذيب البيان

 على مائدة العلم والأدب : تجارب وآراء في تقويم اللسان وتهذيب البيان محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند اللغة العربية سياج هويتنا، ورمز حضارتنا، وقلبها النابض، وقد استطاعت -  بفضل ما لها من خصائص البقاء، التي تستمدها من كونها لغة القرآن الكريم، وحاملة رسالة الإسلام - أن تستوعب كل ما أفرزته الحضارات الأخرى في مجالات الحياة كافة ، وتصوغها وفق منظور إسلامي خالص . من خصائص اللغة العربية أنها لغة عبقرية شريفة فذة صاحبة الحسن والجمال، والسحر والبيان، فلم تحظ لغة في التاريخ البشري بمثل ما حظيت به العربية من "الحسن" الذي يعجز عن وصفه الشعراء، فهي سر الحسن، ولغة الفنّ الرائق ، ومن هنا .. قال الجاحظ :   " نحن قوم نسحر بالبيان ونموه بالقول" . وقال الشاعر العربي : يا  ابنة   السابقين  من  قحطان و  تراث   الأمجاد    من   عدنان أنتِ      علمتني   البيان    فمالي كلما    لُحتِ    حار    فيك  بياني رب حُسن يعوق عن وصف حُسْنِ  و جمال  يُنسي...

«الغيرة الإسلامية» إلى رحمة الله .. !!

 من وحي الأيام : «الغيرة الإسلامية» إلى رحمة الله .. !! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند نعى الناعي  إلى الأمة الإسلامية جمعاء :" الغيرة الإسلامية" التي انتقلت إلى رحمة الله بعد صراع مرير مع المرض .. لما سمعت الخبر، قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ولكن في بداية الأمر قبل أن أصدق الخبر .. أردت أن أتثبت منه وأتأكد .. وتمنيت : ليت الخبر يكون كاذبًا .. ودعايةً مضللة .. تهدف إلى تشويه سمعة المسلمين .. فإنها - الغيرة - مما يجعل المسلمين شامة بين غيرهم .. طوى   الجزيرة   حتى  جاءني   خبر فزعت     فيه    بآمالي   إلى   الكذب حتى    إذا لم   يدع  لي  صدقه  أملا شرقت   بالدمع  حتى كاد يشرق   بي تعثرت  به   في       الأفواه    ألسنتها والبُرُد في الطرق و الأقلام في الكتب ولكن  الخبر - مع الأسف - كان صحيحًا .. لم يكن بد من تصديقه .. مع أن التصديق على الخبر لم يكن أمرًا سهلًا .. فقد كان أصعب وأشد ...

القلم

 على مائدة العلم والأدب : القلم محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند  ما أرفَع قدرَه وأعظمَ شأنَه ... فقدكفاه رفعةَ شأنٍ وجلالةَ قدرٍ أن الله تعالى أقسم به في قرآنه .. { ن والقلم وما يسطرون } . واللهُ إذا أقسم بشيء .. فيعني أنه ذو شرف عظيم وشأن خطير .. وفي الخبر عن ابن عباس (١) أنه قال : أول ما خلق الله القلم، قال له اكتب : قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة  فبـ : « القلم » خُطّ الوحي في السماء، وكُتب المصحف في الأرض، وخاطب الرسولُ الملوكَ والأمراء والعظماء . و به علّم الربُ الإنسانَ ما لم يعلم .. نعم . بـ : « القلم » يخرج الإنسان من ظلام الجهل إلى نور العلم ..  وبه يعبر الإنسان عن بنات فكره وخلجات نفسه وما يُلهَم من المعاني والخواطر والأفكار .. وبه ألف المؤلفون كتبهم، وسجل الشعراء إبداعاتهم، وخلد العباقرة نماذج عبقريتهم ونبوغهم . فلو لا القلم لما كان للحرف عين ولا أثر، ولما كان لسوق العلم نَفاق ولا ازدهار .. وإذا  كان القلم بيد مؤهل مخصب الفكر عبقري الذهن .. فلا تسأل عن جوَلانه وفيضانه .. ونشاطه وعطائه .. إذن يملأ القرطاس دررا ولآلئ م...

أحلى وأطيب ثمرة ... !

 على مائدة العلم والأدب : أحلى وأطيب ثمرة ... ! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند  يستمتع الإنسان بلذتها وحلاوتها استمتاعًا، واللسان يتذوقهما تذوقًا ... ، ولكن اللسان والقلم كلاهما  يقصران - وإن أحسنا وأبلغا - عن وصف لذتها و حلاوتها وصفًا يكافىء حقيقتهما  .. وما أكلت في الثمار ألذ لذاذة ولا أحلى حلاوة ولا أعذب عذوبة من ثمرتنا - التي تعنينا هنا - إذا كانت غضة طرية ناضجة حديثة العهد بالشجرة . أجل ..  إذا كانت حديثة العهد بالقطاف، قريبة العلاقة بالأغصان .. أو قطفها الإنسان - وقد اكتمل نضجها،    وطاب إدراكها، وسال منها  دبسها - من الشجرة، وأكلها لساعته ..  فلا تسأل عن كيفية لذتها وشأن حلاوتها ..  فبمجرد تصورها تتحلب الأفواه وتتلمظ الشفاه ويسيل اللعاب على الألسنة .. وحينذاك قد يُرضي آكلُها حاجتَه - منها -  من الشبع، ولكن لا يكاد يقضي منها نهمته ..  فهو كالمنهوم الرغيب الذي يمتلىء بطنه ولا تنتهي نفْسه .. وهنالك .. إن لفظة :" اللذة " قاصرة عن بيان كنه لذتها .. ، وكذلك كلمة :" الحلاوة " عاجزة عن وصف حقيقة حلاوتها .. ولعل خصائصها الم...

احتفالات العيد في مكة المكرمة قبل نحو قرن

 من وحي الأيام : احتفالات العيد في مكة المكرمة قبل نحو قرن محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند تكرم الأستاذ محمد بن فرج الجهني ( مستشار الأمن والسلامة سابقا/ أرامكو السعودية ) فأتحفني (  أمس :  السبت : ٣ شوال - حسب التقويم الهندي - ١٤٤٥ھ - ١٣ من أبريل ٢٠٢٤م ) بـ : " رحلة المعايدة لأهلنا في أملج " ، التي ذكر فيها زيارته لبعض أقربائه، يعايدهم ويهنئهم بالعيد السعيد .. فرددت عليه بما يلي - بتعديل يسير - : " ما شاء الله .. رحلة مباركة .. فياضة بمشاعر الحب والاحترام لذوي الأرحام، شافّة عن عواطف الحرارة لأهل القربى والقرابة ومراعاةٍ حقوقهم من التزاور والتواصل، ومشاركتهم الأفراح بمناسبة العيد السعيد . وهذه قيمة عيدية إسلامية عريقة تكاد تفقد قيمتها وأهميتها .. بل تكاد تحتضر ... فلا بد من رد اعتبارها وقيمتها .. ورحلتكم هذه في سبيل ذلك .. فأكرم بها من رحلة .. وموفق مبارك صاحبها " . الحقيقة أن" رحلة المعايدة " الجهنية هذه ذكرتني برحلة جدي الشيخ المقرىء الكبير محمد حميد الدين السنبهلي رحمه الله (١) التي قام بها لبلاد الحرمين الشريفين سنة ١٣٥٣ھ - ۱۹۳٤م، لأداء الحج، وقض...

عيد الحياة أو : عيد الأعياد . . !

 من وحي الأيام : عيد الحياة أو : عيد الأعياد . . ! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند العيد يعود كل سنة ، و الإنسان يمر به العيد مرات  - حسب سنوات عمره  - . والعيد أكبر  رمز للفرحة و السرور، و السعادة و الحبور . . يأتي كل سنة ليعيد إلى الإنسان المجهود المكدود . . الإنسان المتألم . . الإنسان الكادح في سبيل الحياة . . الإنسان  المثقل بأنواع من المشاق  و المتاعب . .. ليعيد إليه  بشره و هناءه ، و ابتسامته و سعادته ، أو قل : ليجدد بشره و هناءه ، و يخفف من معاناته و آلامه ، و يقلل من   منغصات حياته و معكرات صفائه . .  ليجدد له معنى الحياة . . ليملأ الإنسان حيوية و طراوة ، و نضارة و سعادة . . لينسيه - و لو لساعات معدودات - متاعب الحياة ، و آلام الطريق ، ليزوده  بالفرحة القلبية . . والطمأنينة النفسية . . و المتعة  الروحية . . و الهدوء الذهني . .  فالحقيقة : العيد من نعم الله الكبرى و من آلائه الجسام ..  فلو لا العيد لما كان للسعادة و السرور معنى . فهو - العيد - يقرب البعداء - بعضهم إلى بعض - مكانًا و معنى ، و يؤلف بين القلو...