المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

كلمة متواضعة عن كتاب

  من وحي الأيام  كلمة متواضعة عن كتاب :   الملفوظات للعالم الرباني الشيخ الداعية محمد إلياس الكاندهلوي محمد نعمان الدين الندوي          لكناؤ، الهند  الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين ، وبعد:  إن فرحة العيد - في حد ذاتها - تكون فرحة عظيمة كما لا يخفى على أحد، ولكن فرحتي العيدية - ١٤٤٦ھ - لم تكن فرحة كالعادة ، بل كانت فرحة خاصة مضاعفة ، وذلك لأنني فوجئت - ليلة العيد - بهدية مباركة قيمة من أخ عربي كريم من بلد كريم مُدح أهلُه بلسان النبوة الصادق الطاهر الكريم . أما الأخ المهدي الكريم فهو صديقنا الفاضل الدكتور عادل حسن أمين اليماني الندوي ، أما الهدية فهي تتمثل في كتاب : « الملفوظات » للعالم الرباني والداعية المجدد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي - رحمه الله - مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ .  فلنعم المُهدي اليماني، ولنعمت الهدية هديته .. وكتاب - الملفوظات - من خير ما يُهدى إلى المعنيين بالدعوة من العلماء وطلاب العلم والدعاة ، فهذه « الملفوظات » ليست ملفوظات عادية خرجت من ل...

قد يكون العمل واحدًا .. ولكن تختلف دوافعه

  على مائدة العلم والأدب : قد يكون العمل واحدًا .. ولكن تختلف دوافعه محمد نعمان الدين الندوي           لكناؤ، الهند    نعم .. رجل واحد يمارس عملًا واحدًا في الظاهر .. ولكن الدوافع وراء العمل تكون متباينة ..  فالدافع إلى العمل قد يكون نابعًا من الحب والاحترام والاحتساب، فيؤجرُ الإنسان، الذي يُشبِع به - العمل - عواطفَه النبيلة، التي يموج بها قلبه نحو الإنسان الذي مارس معه العملَ ذاك .. بينما قد يكون نفس العمل مثارًا للشكوك والشبهات .. مذمومًا مستنكَرًا .. مجلبةً للعار .. إذا كان صدر عن دافع غير طاهر أو نبيل .. أو في موضع غير لائق بهذا العمل ..  خذ - مثلًا - القُبلة .. ومعذرة على ضرب المثال بهذه الكلمة/ العادة .. فلم أجد أوضح ولا أجمع منها لبيان مقصودي .. فالقبلة أنواع عديدة الدوافع والدلالات .. فمنها ما هو محمود ومطلوب .. ومستحق للأجر والثواب .. ومنها ما لا حرج فيه لا شرعًا ولا عرفًا .. ومنها ما هو مذموم عرفًا وخلقًا بل محرم حرامًا باتّا ..  فالقبلة التي يقَبِّلها - أو يقبل بها - الإنسانُ جبينَ والديه .. هي قبلة لا شك في مشروعيته...

هل تطيب نفوسنا بالاحتفال بأفراح العيد يا أمة الإسلام ؟

  من وحي الأيام : هل تطيب نفوسنا بالاحتفال بأفراح العيد يا أمة الإسلام ؟ محمد نعمان الدين الندوي          لكناؤ، الهند  أنا لا أقول : حرام علينا أو لا يجوز لنا الاحتفال بالعيد هذا .. ومن أنا .. حتى أتجرأ على الإنكار - والعياذ بالله - على فرحٍ يُعَدُّ من أفراح الإسلام الأصيلة العريقة، التي توارثها المسلمون ودرجوا عليها من صدر الإسلام إلى يومنا هذا .. فرحٍ ما أباحه رسول الإسلام فحسب .. بل ندب إليه، ورغّب فيه، وشارك الأمةَ في الاحتفال به. بل أتساءل فقط .. أوجه سؤالي إلى كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أو وفاء أو مروءة أو غيرة أو حياء أو شيءٍ اسمُه ضميرٌ ..  هل يسوغ لنا الاحتفال بالعيد ..؟ وفي كل بيت - تقريبًا - من بيوت غزة مأتم ونوحة وعزاء .. وكيف تسمح ضمائرنا وترضى رجولتنا -إذا كانت لم تمت تمامًا - بأن نحتفل بأفراح العيد .. ؟ وإخواننا في العقيدة والدين والتراب والطين واللحم والدم يتلبطون بالدماء، ويمطَرون - صباح مساء .. ليل نهار - بوابل من الصواريخ والقنابل، ويعانون من سياسة التجويع، فيحرمون كسرًا من الخبز يقيمون بها أودهم، ويسدون رمقهم...

الشعر الصامت

  على مائدة العلم والأدب : الشعر الصامت محمد نعمان الدين الندوي           لكناؤ، الهند الشعر شعران . . . أحدهما : الشعر - بالمعنى الاصطلاحي المعروف - الذي أشاد ببعضه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلًا : " إن من الشعر لحكمة " ، والذي يحفل به تراثنا العريق ، ويسمى : " ديوان العرب " ، ونبغ فيه من نبغ من أسلافنا الأماجد في جميع العصور ، ممن سموا : " فحول الشعراء " . أو : " أعلام الشعر " ، الذين احتفى الزمان بكلامهم، وخلدت الأجيال أشعارهم، وحفظتها الأمة في صدورها وصحائفها، وتوارثتها كابرًا عن كابر، فهذا النوع من الشعر ليس موضوع حديثنا الآن، فهو - الشعر بالمعنى المعروف - قد نضج واحترق، وقتل بحثًا وشرحًا . ولكن الذي يعنينا هنا .. هو نوع آخر من الشعر ... ما انتبه إلى الحديث عنه أو لفت الأنظار إليه إلا القليلون، مع أنه شعر طبيعي .. - إذا صح هذا التعبير - شعر محرر من أي صعوبة مدلولية أو عقدة لغوية ، يحتاج فكها أو فهمها إلى مراجعة القواميس أو الشروح الكبار ، أو المتخصصين ، بل إنه شعر يتساوى في تذوقه وإدراك معانيه القارئ والأمي، الحضري والقروي، الكبير و...

ساعة مع لغة القرآن في شهر القرآن

  على مائدة العلم والأدب : ساعة مع لغة القرآن في شهر القرآن محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند [ ما أحرانا بأن يكون حديثنا في شهر القرآن عن لغة القرآن ..  وهذا ما يدفعني إلى تقديم هذا المقال إلى القراء الكرام، فقد خصصت مقالي هذا بخواطر مبعثرة عن رحلتي الماتعة مع الحبيبة بنت عدنان: لغة القرآن .. لغة الضاد ... كيف تسرب حبها إلى قلبي .. ؟ وكيف سنحت لي الفرصة لتعلمها وتعليمها وخدمتها فضلًا من الله ونعمة .. وما أهميتها وفضلها على اللغات الأخرى ..؟ مشيرًا إلى جهود السلف في خدمة هذه اللغة وحفظها. كما يحتوي المقال تذكيرًا أخويًّا للعلماء بواجبهم نحو هذه اللغة الجليلة، فالاعتناء بالعربية ليس بأقل أهمية من الاعتناء بالدين نفسه، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « تعلموا العربية، فإنها من دينكم » ] .  * * *  العربية لغة مباركة مقدسة ، لأن الله تعالى شرفها بخصائص وميزات لم يشرف بها لغةً غيرها ، فقد أنزل بها كتابه العظيم : « القرآن الكريم » الذي ختم به الصحف والكتب المنزلة من السماء ، كما اختارها - سبحانه - : « اللغةَ الأمَّ » لأشرف رسله ، وخاتم أنبيائه ، وخيرته من خلق...

مبارك عليكم الشهر .. !

  من وحي الأيام : مبارك عليكم الشهر .. ! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند أي ضيف . . أي شهر ... ؟! هذا المُترعُ بركة وروحانية ..  أي سر خُص به، فجعله سيدَ الشهور . وأي فضل حباه الله به .. فإذا أبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النار مفتوحة فيه على الرحاب ..  شهرٌ يَفِيض خيرًا، وينشر السعادة، ويوزع الحسنات والبركات ..  شهر لو وضع خيره في كفة، و خير الشهور كلها في كفة .. لرجحت كفة هذا الشهر، وطاشت الأخرى .. فهذا الشهر ليس كبقية الشهور .. بل له ميزة على جميع الشهور، وفضلٌ عليها مما لا يخفى على أحد من المسلمين، فهو شهر نزل فيه القرآن، وحسبه ذلك فضلًا على الشهور. فكأنه - شهر رمضان - واسطة العقد، وبيت القصيد، والدرة اليتيمة في التاج . كم سعداء نحن - أبناء الإسلام- الذين يستقبلون - مرة أخرى - رمضان ( الجديد ) الكريم ... ضيفًا سنويًّا حبيبا، ضيفًا ربانيًّا مباركًا ..  وما أكرمه من ضيف .. و ما أعجبه من ضيف .. في نفس الوقت .. ! الضيف يأتي ليكلف المضيف ... يشاركه في طعامه وشرابه .. وقد يؤثره المضيفُ على راحته وأعماله الروتينية، ولكن - مع ذلك -لا يستثقل الإنسانُ الكريمُ ض...