المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

رسالة الجد والكفاح۔۔ في ظلال فكر إقبال : (٣)

  في ظلال فكر إقبال : (٣) رسالة الجد والكفاح محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند *نظرة على محتويات الحلقة* : أيها القراء الكرام ! نواصل في هذه الحلقة الجديدة شرحًالأبيات أخرى للعلامة إقبال، الذي يتحدث فيها عن أهمية وقت : " السحر " و معنى : " القدر " ، وتكاسلِ أبناء الأمة وإخلادهم إلى الراحة، كما يتحدث في بعض الأبيات عن أسفه وحزنه لفراق الأحبة ممن كان يعتبرهم أهلًا للمصاحبة والمؤانسة وتبادل الآراء، وتفَهُّم فكرِه، والإصغاء إلى كلامه، والتجاوب مع رسالته.  هذه القصيدة يضمها : " بال جبريل " الذي كان نشر سنة ١٩٣٥م ، وكانت المنطقة تشهد - آنذاك - تطورات سياسية واجتماعية هامة، وكان إقبال يهمه ويقلقه وضع المسلمين المتردي، وتدهورهم الفكري وضعفهم الروحي، فحاول أن يدعو المسلمين - بهذه القصيدة - إلى : " الذاتية " و : " السعي والعمل " و : " اليقظة الروحية " . كان يعتقد إقبال أنه لا يُقتَصَر على العبادة وحدها، .. بل لا بد معها - كذلك - من الجِدّ والكفاح، ومعرفة الذات والغوص في أعماق معاني " القدر "، والنظر في وضع المسلمين الحاضر،...

لماذا انحطت : ( خير أمة ) ؟۔۔۔ ( الحلقة الخامسة / الأخيرة )

من وحي الأيام لماذا انحطت : ( خير أمة ) ؟ ( دراسة موضوعية في ضوء الكتاب  والسنة، و آراء أقطاب الأمة )    ( الحلقة الخامسة / الأخيرة )  محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند *هل وكيف ومتى ترتفع الأمة مرة أخرى* ؟ نعم – وبالتأكيد - سترتفع الأمة مرة أخرى - إن شاء الله - إذا ما رجعت إلى أسباب عزها . هنا يحلو لنا أن نذكر الحديث الذي دار بين الشيخ الشعراوي ومستشرق وجه إليه أسئلة حول القرآن الكريم والإسلام والمسلمين : يقول الشيخ : لما كنت في سان فرانسيسكو، سألني أحد المستشرقين : هل كل ما في قرآنكم صحيح ؟ فأجبت : بالتأكيد نعم. فسألني : لماذا إذًا جعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً ؟ رغم قوله تعالى : { وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } [النساء : ١٤١) فأجبته : لأننا مسلمون .. ولسنا مؤمنين . قال فما الفرق بين المؤمنين والمسلمين ؟  رد الشيخ الشعراوي : المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان... إلخ من العبادات . ولكن هم في شقاء تام : شقاء علمي واقتصادي واجتماعي وعسكري إلخ، فلماذا هذا الشقاء .. ؟ سألني : إذً ...

لماذا انحطت : ( خير أمة ) ؟۔۔۔۔الحلقة : (٤)

  من وحي الأيام لماذا انحطت : ( خير أمة ) ؟ وهل ترتفع كرة أخرى ...؟ { دراسة موضوعية في ضوء الكتاب والسنة، وآراء أقطاب الأمة ] الحلقة : (٤) محمد نعمان الدين الندوي   لكناؤ، الهند  نشير - في هذه الحلقة - إلى بعض أسباب انحطاط الأمم : *سكوت أهل الرأي عن واجب النصيحة*: من القوانين الإلهية وسنن الله في الأمم - أيضًا - أنه إذا عم الفساد في الأمم، وانتشر البغي والطغيان لدى أولي الأمر، ولم يقم أهل الرأي بواجب النصيحة والتحذير، حل عقاب الله فيها، فقد أوجب الله على نفسه عقاب الأمم الطاغية الباغية، ثم لا يرتفع العقاب إلا بالإنابة إلى الله والتوبة النصوح، كما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : " اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يرتفع إلا بتوبة" ، وكما قال تعالى نفسه في القرآن الكريم : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى : ٣٠]. *الظلم والفساد* : كذلك من القوانين العامة في الأمم أن الظلم والبغي والفساد من أسباب انحطاط الأمم وضعفها وهلاكها، بل ورد في القرآن الكريم أن ذلك سبب لقلة المطر، وللقحط ولفساد الزرع وهلاك الحرث والنسل . *استبد...

نريد الكرامة في ظل الإسلام لا في ظل العم سام

  من وحي الأيام نريد الكرامة في ظل الإسلام لا في ظل العم سام محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند  نعم .. نعم .. وبألف نعم .. بل بعدد لا يحصى من :  « نعم » .. نحن مسلمي العالم - من أولهم إلى آخرهم - لا نريد إلا الكرامة التي تحصل لنا في ظل الإسلام .. و لن نبغي بها بدلًا .. ولا نرضى بغيرها أبدًا ..  ونحن مستعدون في سبيل الاحتفاظ بكرامتنا - في ظل الإسلام - للتضحية بما عداها من آلاف الكرامات والعزات ( إذا صح هذا الجمع ) .  فلا كرامة - عندنا - إلا كرامة الإسلام .. ولا عزة إلا عزة الإسلام .. وهي كرامة حقيقية .. وعزة أصيلة .. أما ما عداها من أنواع العزة .. فهي عزة زائفة باطلة مزورة .. عزة مشلولة عرجاء .. فلا اعتبار عندنا إلا بعزة الإسلام وكرامته .. وهي العزة التي نشرف بها ونسعد في الدنيا والآخرة .. كنا أذل أمة، فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله .. كما كان قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وكنا رعاة غنم .. فصرنا - بفضل الإسلام - رعاة الأمم .. كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . فما دمنا رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبحمد رسولًا...

طوارق الإنسان من دلائل من فضله

  على مائدة العلم والأدب طوارق الإنسان من دلائل من فضله محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند  حدثان الدهر ليس بدعًا من الأمر .. بل هو شيء يكاد لازمًا .. لا ينفلت منه أحد .. والامتحان لا غَناء عنه .. وضربة لازب ..  فإذا وقع المؤمن في الامتحان، وأصيب بما يكره .. فلا يضق بذلك صدره، ولا يستشعر الحرج منه، ولا يُصَب بالإحباط واليأس .. بل عليه أن يواجه المكاره والمصائب بالصبر والاحتساب، وسعة الصدر والاستغفار .. فالدنيا عبارة عن الصفو والكدر .. والفرح والترح .. فهي - الدنيا - ليست مسرة محضة .. أو حزنًا صرفًا .. بل هي ممزوجة بالهموم، مشوبة بالأكدار .. { لقد خلقنا الإنسان في كبد } ، ولقد وصف الواصفون العقلاء وصفات حكيمة في مواجهة الهموم والشجون، فهذا العم الحكيم المتنبي يوصي بـ : " اللامبالاة " ، وعدم الاهتمام بالمصائب والمحن، فيقول : لا تلق دهرك إلا غير مكترث  ما دام يصحب فيه روحك البدن  والبعض يدعو المرء إلى التبسم، لدى ابتلائه بالأزمات والمشكلات : قال : الليالي جعلتني علقما  قلتُ : ابتسم ولئن جرعت العلقما  فالثبات عند نزول الحوادث، والانقياد والتسليم لد...