المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2024

هلك عنّي سلطانيه

 من وحي الأيام :  هلك عنّي سلطانيه محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند  القراء يكونون قد علموا ما صارت إليه حاكمة البلد المجاور من المصير، الذي استحقته بأفاعيلها هي .. إنها اختارت طريق الجبابرة والحكام الظلمة .. فلقيت ما يلقونه من الخزي والذل والهوان .. خسرت الحكم والأهل والوطن، وأُكرِهت على الخروج من البلاد ذليلة مهانة حائرة شاردة، تقضي بقية عمرها - على أغلب الظن - مشردة تتجرع المرارة، وتتأسف على ما كسبت يداها، وتدفع ثمن استبدادها وغطرستها ما دامت على قيد الحياة، و - لعلها - تندم على ما اقترفت .. ولات ساعة مندم  ... إنها سلكت مسلك الطغاة والمستبدين، فزجت بالأبرياء في السجون، ونكّلت بالمؤمنين،  ومانقمت منهم  إلا أن يؤمنوا بالله، وضيقت الخناق  على حياة الشعب المسكين ..   والضغط يولد الانفجار ..  والعنف لا يؤدي إلا إلى العنف .. فعيل الشعب تصبرًا .. إذا   لم  تكن الأسنة إلا  مركبًا فما حيلة المضطر  إلا  ركوبها   الحكومات قد تمشي بالكفر .. ولكنها لا تمشي بالظلم والطغيان ..  فيكون للظلم حد .. ، و...

العلامة أنور شاه الكشميري ( الحلقة الرابعة / الأخيرة )

 شخصيات أعجبتني : ( ٢٥)  العلامة أنور شاه الكشميري ( الحلقة الرابعة / الأخيرة ) محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند نماذج من اعترافات المعاصرين بعبقريته يقال : " المعاصرة سبب المنافرة "، و: " المعاصرة أعدى أعداء الاعتراف بالنبوغ "، فمنذ قديم يشكو أهل الفضل والنبوغ عدم الاعتراف بفضلهم ونبوغهم، وبالعكس من ذلك ... فالناس يتوسعون في خبث الحاضر وقبحه، ويرمونه بأكثر مما فيه، بمقدار ما يضيقون من خيره ويستهينون به، فهم إزاء مساوئ معاصريهم عاملون بقول المتنبي :  خذ    ما تراه  ودع  شيئا  سمعت  به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل  وهو كقول عمر وينسب لعلي رضي الله عنهما : « لا تسأل عما لم يكن، ففي الذي قد كان لك شغل » .        وأما إزاء محاسنهم ... فآخذون بقول الحماسي :   إن سمعوا ريبة طاروا بها   فرحًا منِّي وما سمعوا من صالح دفنوا صُمّ إذا سمعوا خيرًا  ذكرتُ   به وإن ذكرت بسوء عندهم    أذنوا وقول غيره : إن يعلموا خيرًا أخفوه وإن علموا شرًا أذاعوا و إن لم  يعلموا كذبوا ...

يا هنية .. هنيئا لك الشهادة !

 من وحي الأيام : يا هنية .. هنيئا لك الشهادة ! محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند الشهادة في سبيل الله شرف لا يضارعه شرف في الإسلام ... وهو شرف تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه .. والمؤمن الصادق أغلى أمانيه الموت في سبيل الحق .. وإن تاريخ الإسلام لمضيء بمئات الآلاف من أولئك الذين قدموا أرواحهم رخيصة في الدفاع عن حرمة الإسلام والمقدسات الإسلامية .. والعجيب أن تاريخ الشهادة في الإسلام يبتدىء بامرأة .. فأول دم سال في الإسلام  كان دم امرأة . . دم سمية أم ياسر بن عمار رضي الله عنهما ... وشهادة إسماعيل هنية ليست آخر شهادة في سبيل الله ..  وإنما هي امتداد لتلك السلسلة المباركة الميمونة، سلسلة  الدماء الزكية الطاهرة، المراقة  في سبيل الله، التي كانت بدأت في فجر الإسلام .. وستستمر إلى أن تقوم الساعة .. وهذا  الاسم الجديد في قائمة الشهداء جاء لينضم إلى قافلة الأحرار الأبطال الشهداء الذين يكافحون ويناضلون لتحرير المسجد الأقصى المبارك وأرض فلسطين كلها من احتلال إسرائيل الغاشم .. والأمة الإسلامية كلها فخورة معتزة بهذه الشهادة المشرّفة ... فهذه الشهادة لن تنا...

العلامة أنور شاه الكشميري (الحلقة الثالثة)

 شخصيات أعجبتني : (٢٥)  العلامة أنور شاه الكشميري (الحلقة الثالثة) محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند من أقواله في العلم :  الكتب والمقالات التي تتحدث عن حياة العلامة الكشميري ومآثره العلمية، زاخرة بالكثير من آرائه وأقواله حول مختلف الموضوعات، نكتفي هنا بإيراد نبذة منها، قال - وهو يتحدث عن مقصد العلم - :   " إن المقصد من العلم أن يطهر به الإنسانُ عقلَه وقلبه من ظلمات الجهل والغواية، فيخرج هو - نفسه - من الظلمات إلى النور، كما يحاول أن يُخرج به - العلم - الآخرين من الظلمات إلى طريق الحق والهداية والنور " .  وقال - أيضاً - :   " من تعلم القرآن الكريم والحديث الشريف والعلوم الدينية ليملأ بذلك بطنه فقط ، مثله كمثل رجل يشتري رداء ثميناً من السوق لينظف به حذاءه" . رأيه في الاكتشافات العلمية  :   زار الشيخ مدينة لاهور سنة ١٣٤٨ھ، وانتظم هناك مجلس علمي حضره الدكتور محمد إقبال وغيره من أفاضل المثقفين، وتطرق الكلام إلى الرقي والازدهار الذي يشهده العالم، فقال الشيخ : "  إن ما حصل اليوم من التقدم العلمي المحير والاكتشافات التكنولوجية، تو...

الطريق إلى العزة القعساء يمر بـ : " قنطرة العناء " .. !

 على مائدة العلم والأدب : الطريق إلى العزة القعساء يمر بـ : "  قنطرة  العناء " .. ! (هذه المقالة مهداة  للشباب والطلاب خاصة) محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند من الذي لا يحب الشرف والعزة ؟؟ فكل واحد يتمناها ويرجوها .. ولكن العزة  لا تُنال بالراحة .. أو بالأماني .. إنها - العزة - شيء صعب المنال .. و دونها شوك وقتاد ..  والعزة قمة .. الصعود إليها يحتاج إلى الهمة القعساء ..  العزة طريقها مفروش بالصخور والجنادل والعقبات .. لا يجتازها إلا أولو العزم من الرجال .. العزة تحتاج إلى تضحية .. تضحية بالنوم والراحة  .. بالمحَب المشتَهى .. بالعزيز الغالي .. العزة ثمنها باهض .. ونيلها مكلِّف .. فالذي لا يضحي بما يشتهي .. لا يحلمْ بالعزة والشرف .. والذي يحلم بالعزة بدون التضحية .. يعيش في جنة الحمقاء .. فلا شك أن نيلَ العزة وتحقيقَ المقاصد العليا يتطلب التضحية بالراحة واللذة والمتعة .. وقد قالوا قديما : « من كانت بدايته محرقة، كانت نهايته مشرقة » .  كما أعجبني قول أديب : [ أنا لا أحب النوم ولا أستريح إلى الراحة ] .  قائل هذا القول  كان ضري...

العلامة أنورشاه الكشميري, (الحلقة الثانية)

 شخصيات أعجبتني : ( ٢٥ ) العلامة أنورشاه الكشميري (الحلقة الثانية) محمد نعمان الدين الندوي   لكناؤ، الهند ذاكرته: أما ذاكرته ...  فحدث عن البحر ولا حرج ... ! فيكاد ينعدم نظيره في قوة الحفظ وحدة الذهن، فقد كان آية من آيات الله في جودة الحفظ وقوة الذاكرة ، فذكاؤه النادر وذاكرته الفذة ونبوغه مما لا يختلف فيه اثنان، وأروع مظاهر النبوغ في تنوعه العلمي إحاطته بالحديث الشريف وعلومه إحاطة المستوعب . مما يدل على ذاكرة العلامة الكشميري النادرة وحافظته اللاقطة أنه كان قرأ : ( نور الإيضاح ) في الفقه الحنفي، لدى زيارته لمصر في إحدى مكتباتها ، ثم طُبِع الكتاب في الهند على أساس قراءة الكشميري له . (١) فكان الشيخ إذا قرأ شيئاً خزن ذلك في حافظة واعية، ليؤديه متى شاء ، لا يند منه حرف ولا صرف . يقول الشيخ محمد إدريس الكاندهلوي : " كان الشيخ الكشميري إذا تكلم في المسائل المختلف فيها ، ذكر أقوال ابن همام كثيرًا وأبدى رأيه فيها مؤيدًا أو معارضًا ، موافقًا أو مخالفًا ، فقال ذات مرة – تحديثًا بالنعمة : « لقد قرأت فتح القدير بكامله - الذي يحتوي على ثماني مجلدات - في ٢٦ يوماً فقط ، والآن قد م...

العلامة أنور شاه الكشميري

 شخصيات أعجبتني ( ٢٥ ) : العلامة أنور شاه الكشميري محمد نعمان الدين الندوي   لكناؤ، الهند ١٢٩٢ھ - ١٨٧٥م ١٣٥٢ھ - ١٩٣٣م "دار العلوم / ديوبند " ليست اسمًا لمؤسسة تعليمية عادية ... وما أكثر أمثال هذه المؤسسات والمعاهد في جميع أنحاء البلاد .  وحاشا أن أقلل من قيمة هذه المؤسسات والدور التعليمية ، أو استهين بشأنها ، فلا يمكن أن يخطر شيء من ذلك ببال أي مسلم في قلبه مثقال ذرة من الإيمان أو الغيرة الدينية والحمية الإسلامية والاهتمام برفعة الإسلام والمسلمين.  ولكن الذي أريد أن أقول : هو : إن "دار العلوم ديوبند " شامة بين هذه المدارس والمؤسسات التعليمية، وواسطة عقدها، وبيت قصيدها ،وغرة جبينها وتاج رأسها.   فهو اسمٌ ( اسم دار العلوم دیوبند) يُعتز به، ويفتخر بالانتساب إليه. وهذا العز والفخار لم تنله دار العلوم ديوبند جزافاً ، بل وراءه رصيد من العزائم والبطولات، وتاريخ حافل بالإنجازات والمكارم .    وإذا قلت : إن عز دار العلوم عز يفتخر به العز نفسه ، وفخارها فخار يفتخر به الفخار ذاته ... لم أكن مبالغاً .. !       انه عز بلغ الجوزاء، وعلا علو ا...

فقيد العلم والبيان الشيخ محمد سالم القاسمي

 شخصيات أعجبتني (٢٤) : فقيد العلم والبيان  الشيخ محمد سالم القاسمي محمد نعمان الدين الندوي  لكناؤ، الهند        ١٣٤٤ هـ ١٩٢٦ م - ١٤٣٩ هـ ٢٠١٨ م وصف الكاتب المصري الشهير الأستاذ أحمد أمين أستاذًا له، فقال : "لئن كان أكثر الناس نسخًا متشابهة من كتاب تافه، فقد كان ... نسخة خطية من كتاب قيم نادر " ..(١) وإن قلت: إن من أجدر الناس عندي - ممن عرفتهم عن كثب، من أفذاذ العلماء وكبار القادة والزعماء - وأحراهم بهذا الوصف الرائع الجميل العجيب : فقيدنا الغالي الشيخ محمد سالم القاسمي رحمه الله ( رئيس دارالعلوم/ وقف/ ديوبند - الهند، سابقًا) ، لم أكن مبالغاً ... ولا اتهمني أحد بالغلو في تقدير الرجل . فما ألقيت الكلام على عواهنه، ولا أقول هذا تزيدا، أو تكلفا أو مجاملة .. وإنما قلت ما قلت مستندًا إلى ركن من التجربة الشخصية وثيق، معتضدًا بأساس متين من المخالطة والمصاحبة والمرافقة والمعرفة الذاتية ... إضافة إلى المآثر والصنائع الجليلة التي قام بها الفقيد العظيم، والشمائل والفضائل التي كان يتحلى بها، رحمه الله . وأعظم ما يكشف عن أخلاق الرجال، ويبوح بمعادنهم الحقيقية السفرُ ...