المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2024

من رمضان الماضي .. إلى رمضان الحاضر .. !

 من وحي الأيام   من رمضان الماضي .. إلى رمضان الحاضر .. ! محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند أي ضيف . .  أي شهر  ... ؟! هذا المُترعُ بركة وروحانية ..  أي سر خُص به، فجعله سيد الشهور . وأي فضل حباه الله به .. فإذا أبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النار مفتوحة فيه على الرحاب ..  شهرٌ يَفِيض خيرا، وينشر السعادة، ويوزع الحسنات والبركات ..  شهر لو وضع خيره في كفة، و خير الشهور كلها في كفة .. لرجحت كفة   هذا الشهر، وطاشت الأخرى .. فهذا الشهر ليس كبقية الشهور .. بل له ميزة على جميع الشهور، وفضلٌ عليها مما لا يخفى على أحد من المسلمين، فهو شهر نزل فيه القرآن، وحسبه ذلك فضلا على الشهور. فكأنه - شهر رمضان  - واسطة العقد، وبيت القصيد، والدرة اليتيمة في التاج . كم سعداء نحن - أبناء الإسلام- الذين يستقبلون -مرة أخرى- رمضان ( الجديد ) الكريم ... ضيفا سنويا حبيبا، ضيفا ربانيا مباركا ..  وما أكرمه من ضيف .. و ما أعجبه من ضيف ..  في نفس الوقت ..  ! الضيف يأتي ليكلف المضيف ... يشاركه في طعامه وشرابه .. وقد يؤثر على راحته وأعماله  ...

سهام الأسحار

 من وحي الأيام سهام الأسحار محمد نعمان الدين الندوي لكناؤ، الهند تروي كتب التاريخ أن الخليفة العباسي "المعتصم" أحدث سنة سيئة، وهي أنه ملأ - قواته المسلحة - حسب التعبير الحديث ـ "بجنود الترك" الذين لا خلاق لهم ولا ذمة، والذين كانوا أبعد الناس من مقتضيات المدنية والثقافة والآداب العامة، و - بالتالي - كانوا أقرب الناس إلى أخلاق البدويين الأجلاف الجهال غير المتحضرين، فأتوا بحركات وأعمال أنكرها الناس، وأزعجتهم، وضيقت عليهم الخناق، وعاثوا في الأرض فساداً، فشكاهم المواطنون إلى المعتصم، فما أشكاهم ( أي لم يحفل بشكواهم ولم ينصفهم ) ، فهددوه بالحرب، فعجب المعتصم، لأنه الحاكم الآمر الناهي، والحكومة حكومته، والجنود تحت تصرفه، وهو الذي بيده مفاتيح خزانة الدولة، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الإمبراطورية الإسلامية جمعاء، فكيف يهدده هؤلاء الذين هم رعيته، فسألهم - متعجبا ـ عن معنى تهديدهم هذا، فقالوا : "نحاربك بسهام الأسحار . . ! " قال : وما سهام الأسحار؟ قالوا نتضرع إلى الله الواحد القهار الديان، وندعوه عليك في الأوقات التي لا يرد فيها الدعاء، ومنها  ( ساعات الأسحار...